رئيس التحرير
عصام كامل

دلالة حادث «شبرا ـ بنها»!


أربعة وعشرون سيارة اصطدمت في حادث واحد على طريق «شبرا - بنها» السريع الجديد الذي أشرف على سرعة إنجازه الرئيس السيسي بنفسه وأنفقت عليه الدولة المليارات أملا في تيسير انتقال الناس من وإلى بلادهم وإنهاء حالة الزحام الشديد في هذه المنطقة يوميًا بما يتسبب في ضياع الوقت والجهد والوقود..


الحادث يعكس سوء استخدام الكثيرين للطرق الجيدة ويعني أن هؤلاء عددهم كبير بدليل أن خطأ واحدًا كشف في لحظة واحدة عن مخالفة أربعة وعشرين سيارة للسلوك الطبيعي في السير بالطرق العامة والسريعة وأن السيارة الأولى التي تسببت في الحادث فضحت سلوك قائدي باقي السيارات!

وهكذا يسيء البعض كل تيسير يجري لمعيشة الناس وكل أموال تنفق من أجل المصيب والمخطئ.. وهكذا يحول البعض النعمة إلى نقمة ويحولون حياة الناس حولهم ومعهم إلى جحيم ومخاطر وكوارث وحوادث.. ولولا رعاية الله في الحادث السابق لكنا أمام كارثة كبرى.. وهؤلاء يفعلون ذلك على كل الطرق.. سرعة غير مبررة لأشخاص ليس وراء أغلبهم أي مواعيد مهمة ولا يرتبطون -في الغالب- بأي حدث أو موعد طارئ بل إن أغلبهم سيذهب للجلوس على المقاهي أو كان عائدا إلى بيته لكنهم يصرون على العودة بلا أمان وبطريقة مزعجة للآخرين ومخالفة للقانون.. وهؤلاء باتوا يعرفون أماكن الرادار ومواعيد عملها وموعد توقفها عند ساعات الليل وهي أكثر الأوقات في الحوادث!

سلوكيات المخالفين كثيرة ولا تتوقف على السرعة غير القانونية بل تجدهم مثلا يغلقون حارة المرور لليمين رغم عدم مرورهم منها وبما يغلق الطريق على المارة يمينًا وبما يضيع وقتًا ووقودًا لا أول له ولا آخر.. وحتى اللحظة لا تجد رجل مرور واحدًا يسجل ذلك كمخالفة ولا يتعرض صاحبه للعقاب، وعلى هذا علينا أن نعد عشرات الصور من المخالفات!

ما الحل مع هؤلاء؟ وهل سينجح قانون المرور الجديد في إجبار هؤلاء على السلوك الرشيد؟ نحتاج برامج وخططًا للارتقاء بالسلوك جنبًا إلى جنب مع القوانين.. التي ورغم أنها رادعة وناجحة في بلاد أخرى.. فإنها هنا عندنا وعندنا تحديدًا تحتاج إلى دعم بخطط وأفكار أخرى!
الجريدة الرسمية