رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر وطبول الحرب


مصر لا تحذر فقط من حرب جديدة محتملة في منطقتنا، وإنما هي تسعى الآن لمنع نشوب مثل هذه الحرب؛ لأن المنطقة تعانى الآن من الحروب والأعمال العسكرية في أنحاء عديدة منها، ولا تحتمل نشوب حرب جديدة، ستكون لها خسائر فادحة لكل دول المنطقة، وفى هذا الإطار تأتي جولة وزير الخارجية المصري لست دول عربية.


إن مصر لا تفعل ذلك لحماية نفسها من التورط في مثل هذه الحروب، فهى حسمت أمرها في هذا الصدد منذ وقت طويل عندما رفضت المشاركة بريًا في حرب اليمن، واكتفت فقط بحماية باب المندب، إنما مصر تسعى لحماية أشقائها العرب من تداعيات مثل هذه الحرب التي تقرع طبولها بقوة الآن في منطقتنا، خاصة أن الحروب القادمة الآن حولنا تستنزف الكثير من القدرات العربية، وتعطل جهود دولها للتخلص من مشاكلها الاقتصادية.

وتقوم مصر بذلك لمواجهة التحريض الأمريكى والغربى لبعض دول المنطقة لصراع دام طويلا، ينهك قواها ولا تستفيد منه سوى إسرائيل، التي سعت دومًا بمساعدة أمريكية غربية للتخلص من الدول العربية القوية وجيوشها، وحتى تخفف من الضغوط العربية والعالمية عليها، التي تطالبها بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، خاصة أنه الشعب الوحيد في العالم الذي يرزح تحت نير الاحتلال، أي أن مصر لا تحمي نفسها وأمنها فقط، عندما تحذر من الحرب وتحاول منعها، وإنما هي تحرص بذلك أيضًا على مصالح وأمن أشقائها العرب الذين دفعوا ثمنًا باهظًا، ومازالوا يدفعون للصراعات التي نشبت في أرجاء منطقتنا العربية.

إن مصر تحاول إنقاذ المنطقة من صراع دام طويلًا بين السنة والشيعة، خطط له الأمريكان منذ فترة طويلة لخدمة إسرائيل، ولذلك تطالب دومًا بالحل السياسي لأي خلافات وصراعات، ويعزز هذا الموقف المصري الإصرار على رفض أي تدخل في شئونها وشئون أشقائها العرب سواء من إيران أو تركيا، أي أنها تدعو للحل السلمي من موقع القوة، وتترجم ذلك بتعزيز قدرات قواتها المسلحة، والأمل أن تنجح جهود مصر في وقاية منطقتنا من حرب جديدة تدق طبولها بقوة الآن.
Advertisements
الجريدة الرسمية