رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة «الحاسب الآلي».. وحل يرضي جميع الأطراف


قبل بداية العام الدراسي الحالي بأسابيع قليلة أصدر الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم قرارا بخروج مادة "الحاسب الآلي" من المجموع.. بمعنى أنه قرر تجميد أو إلغاء المادة بشكل مقنن.. معللا القرار بالفقر في البنية التحتية والتكنولوجية في المدارس.. الأمر الذي أغضب معلمي "الحاسب الآلي" وقتها بشتى محافظات مصر من ناحية وأثلج قلوب بعض أولياء الأمور الذين يرون القرار في صالح الطلاب من ناحية أخرى.


فبين هذا وذاك وتصاعد تلك الأزمة التي وصلت لمجلس الوزراء ومجلس النواب حتى وصل الأمر بها إلى ساحات القضاء، إلا أنني أرى أن قرار الوزير "صائب" وإن كان ينقصه بعض الدراسة فضلا عن التناقضات التي كانت سببا مباشرا في اندلاع تلك الأزمة.

وللخروج من هذا المأزق وإيجاد حل يرضي جميع الأطراف أرى أننا يجب أن نتعامل مع مادة "الحاسب الآلي" بأنها ليست غاية في ذاتها لكنها وسيلة، بالفعل لا يصح أن يكون هناك مادة مستقلة "للحاسب الآلي" ولكن يجب أن يدمج الحاسب الآلي وتكنولوجيا التعليم في كل المواد بحيث لا يكون الهدف هو تدريس الحاسب الآلي، لكن يكون كيف نقوم بتدريس المواد بواسطة الحاسب الآلي.. ويصبح "الحاسب الآلي" جزءًا لا يتجزأ من كل المواد ويصبح أيضا معلم الحاسب الآلي لا يقل أهمية عن معلم المادة الدراسية العادية، حيث حدث تضافر بين جهود التكنولوجين والتربويين.. فمثلا نقوم بتدريس الرياضيات بواسطة الحاسب الآلي ونقوم بتدريس العلوم بواسطة الحاسب الآلي... وهكذا حتى يصبح الهدف ليس في وجود مادة "حاسب آلي" من عدمه لكن كيف نعمل على توظيف تكنولوجيا التعليم والحاسب الآلي في العملية التعليمية.. فكلمة "تكنولوجيا" من الأساس تعني علم توظيف المعرفة وليست دراستها في حد ذاتها.

لكن من الضروري أولا عودة مادة "الحاسب الآلي" كمادة مقررة على التلاميذ في المرحلة الابتدائية، سواء من خلال مادة مستقلة أو من خلال أجزاء موزعة في مقررات الرياضيات أو العلوم أو اللغة أو التاريخ تبعا لنوعية الموضوع، وذلك من أجل تمكين التلاميذ من استخدام الكمبيوتر بسهولة في السنوات التي تليها، لأن هناك مستويات من المعرفة عن الكمبيوتر يحتاجها التلميذ في هذه المرحلة ليتمكن من القدرة على استخدامه مثل فتح الجهاز، تحميل برنامج...الخ، ويستخدم الحاسوب هنا كمادة تعليمية على أن يدمج الحاسب الآلي في كل المواد اعتبارا من المرحلة الإعدادية والثانوية ويصبح وسيلة وليس غاية.

بعد إقرار كل ما سبق من الممكن أن تتغير أساليب التقويم من طريقة اختبارات على الورقة والقلم التي يصححها المدرس إلى طرق آلية يصححها برامج الكومبيوتر ويعطي نتيجة فورية للطالب، مع العلم أن تلك الأنواع من البرامج الإلكترونية لا تتعامل إلا مع أسئلة الاختيار من متعدد وأسئلة الصح والخطأ وغيرها، ولا يمكن أبدا أن تتعامل مع الأسئلة الموضوعية، وتلك المشكلة أيضا سنضع لها حلا علميا واقعيا قابل للتنفيذ في المقال المقبل إن شاء الله وللحديث بقية
Tarek_yas64@yahoo.com

الجريدة الرسمية