لماذا إيناس عبدالدايم؟.. راجح داوود يجيب: «أمها ولدتها بتعزف»
الموسيقى لها عالمها الخاص، مزاجها المركب وطقوسها التي تختلف من فنان لآخر، خاصة مع زيادة معدل إبداعه، فالعلاقة طردية بعض الشئ بين الموسيقى والفنان، كلما زاد إبداعه كلما زادت طقوسه وشجونه التي تعتري نفسه، فما بالك لو كان هذا الفنان ذو منصب إداري كبير لا يتيح له التفرغ بشكل كامل لمواصلة عمله الفني.
الأمر نفسه يحدث مع الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، فعلى الرغم من التزامات عملها ومنصبها الكبير إلا أن كراسي المناصب لم تغنها عن الموسيقى والفن في شئ، بل زاد شغفها الموسيقى عام تلو الآخر، والتي صارت بمثابة المتنفس لها من ضغط العمل اليومي ومباشرة إداريات دار الأوبرا بكل فنياتها وشئونها.
بعيدًا عن منصبها، اختارها مهرجان الموسيقى العربية في دورته الجديدة لهذا العام، للعزف وإحياء ليلة افتتاح المهرجان بآلتها (الفلوت)، لم يكن الاختيار لإدارة المهرجان وحدها، وإنما كان المؤلفون الموسيقيين الذين تعزف مقطوعاتهم في حفل الافتتاح هم أصحاب هذا الاختيار من الأساس.. فلماذا إيناس عبد الدايم ؟.
يقول المؤلف الموسيقى المصري الكبير راجح داوود، في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، أن اختيار إيناس عبد الدايم لتكون أحد أعمدة حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية هذا العام هو أمر مفروغ منه، حيث شاركته في العزف في معظم مؤلفاته الموسيقية، وتربطهما علاقة صداقة طويلة منذ عودتها من فرنسا إلى مصر، لتتشارك معه عدد كبير من اشهر مقطوعاته الموسيقية التي أعدها للأعمال الدرامية والسينمائية المختلفة.
وتحدث داوود عن مميزات إيناس عبد الدايم موسيقيًا، قائلا: "هي تمتلك إحساسا مختلفا ومميزا في العزف على آلتها الفلوت، ليس الإحساس وحده وإنما تتميز بتقنياتها المختلفة عن أقرانها في العزف، وتفهم الموسيقى وتركيباتها بسرعة فائقة دون أي جهد يبذل، لذلك فمميزاتها للأساسية هي الفهم الموسيقى السريع واحساسها العالي وتقنياتها وتركيباتها الموسيقية، وتلك الأمور عندما تجتمع في فنان واحد تخلق منه مبدع كبير".
وختم داوود حديثه بالقول: "لا أعرف ماهي الصيغة المناسبة لوصف فن إيناس عبد الدايم، ولكن أظن أن والدتها أنجبتها وهي ممسكة بآله موسيقية، فهي ولدت كعازفة للفلوت".
