رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل ينضم «فاروق جويدة» لجوقة «يوسف زيدان» وشركاه؟!


ماذا يراد بمصر من المصريين؟ أصبح صلاح الدين الأيوبي الرمز الذي كثيرا ما نلجأ إليه وقت الشدائد عندما نشعر بالفقد تجاه قدسنا الحبيب "أحقر شخصية في التاريخ"، وأصبح الزعيم أحمد عرابي الفلاح الذي وقف أمام الخديو توفيق الخائن وردد كلمة تم استخلاصها من مقولة الفاروق عمر عندما قال "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" فقال عرابي "لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ولن نستعبد بعد اليوم"، أصبح المسئول عن احتلال مصر والخونة الذين استدعوا الإنجليز أبطال، والدور سيأتي حتما على كل الرموز بالتدريج، لن نندهش لو أننا قرأنا أن مصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول وغيرهم كانوا متآمرين على مصر!


والعجيب أننا لا ننظر للتاريخ أنه حلقات متصلة، لا يمكن أن تكون هناك حلقة دون الأخرى، ولا يمكن البناء الدور الثالث والرابع إلا إذا تم وضع أساس قوي وبناء الأدوار الأولى، لكن نحن نعيش في زمن أشبه بالخيال العلمي، نرى كل يوم من يخرج يهدم أو يشوه أو يشكك في كل شيء، وهؤلاء منهم الجاهل، ومنهم يمارس خالف تعرف، وأيضا هناك من ينتمي للعمالة الفكرية التي تخدم بلا شك أعداء الوطن!

السؤال: إذا كان الناصر صلاح الدين والزعيم أحمد عرابي..إلخ لم نعاصرهم وبيننا وبينهم سنوات بعيدة ولم نُعاصرهم.. فكيف يكون الكذب والتلفيق في ظل أبطال الحدث لا يزالون على قيد الحياة والنموذج الذي سنتعرض له "حرب السنوات الست يونيو 67 -أكتوبر73 "، التي يحاول البعض بث الفرقة بلا مبرر في أثناء احتفال مصر بانتصارها العظيم في شهر أكتوبر، ولا أدري لماذا هذا التوقيت بالتحديد ومن أسماء تنال الكثير من الاحترام، مثل الشاعر فاروق جويدة هو صحفي في الأساس وبالتالي عندما يكتب في قضية ما، سهل جدا التحقق من المعلومات التي يتعرض لها، والأهم من هذا كله فإنها عندما يكتب في قضية عاصرها شاب، فإنها سهل جدا كتابة الحقيقة إلا إذا كان ينتمي لإحدى الشرائح الثلاث التي أشرنا لها!

كتب الشاعر الكبير فاروق جويدة: لماذا يؤكد البعض أن نصر أكتوبر هو ثمار حرب الاستنزاف ولولاها ما كان انتصار أكتوبر، وأن هذا مغالطة تاريخية لأن الذين شاركوا في حرب أكتوبر هم من قاموا بمواجهات الاستنزاف، فلماذا سرقة الأدوار وتشويه الحقائق ومع التقدير لحرب الاستنزاف إلا أن حرب أكتوبر لها فرسانها وصاحبة قرارها ونتائجها!

الحقيقة لا أعرف ماذا أعلق على الزميل فاروق جويدة!؟ معنى كلامه أن هناك جيشا تم تجنيده وإعداده في أكتوبر 1970 أي بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر، وهذا الجيش تم تكوينه سريعا بدون رتب أعلى لأنها ستكون من العهد البائد الذي حارب في الاستنزاف، وخلال ثلاث سنوات تم إعداد الجيش الذي عبر وقهر الكيان الصهيوني!؟ هل هذا منطق الزميل العزيز فاروق جويدة!؟

أي منصف أو أي إنسان عاقل يدرك أنها حرب السنوات الست، بدأت الحرب في يونيو 67، والنكسة الرهيبة التي سقط معها الكثير من أحلام وطموح ليس المصريين فحسب بل العرب من المحيط إلى الخليج! الاستعداد لحرب لاستعادة الكرامة والأرض بدأت في معركة رأس العش ورجال الصاعقة الأفذاذ الذين منعوا تقدم المدرعات الصهيونية لبورفؤاد واحتلالها وأوقعوا خسائر رهيبة في العدو، كان ذلك في الأول من يوليو أي بعد ثلاثة أسابيع من نكسة يونيو، وتدمير المدمرة إيلات ومعارك جزيرة شدوان والجزيرة الخضراء وتدمير ميناء إيلات ثلاث مرات وعمليات خلف خطوط العدو ومئات العمليات التي لا يزال أبطالها على قيد الحياة منهم اللواء مجدي بشارة، اللواء محمد عمر، اللواء الربان نبيل عبد الوهاب، اللواء الربان عمر عز الدين، اللواء عبد الحميد خليفة، اللواء محيي نوح، الرائد سمير نوح، البطل سعد زغلول، العميد طيار حمدي مقلد، اللواء كمال عطية واللواء عبد المنعم خليل، اللواء معتز الشرقاوي وغيرهم كثيرين لا يزالون على قيد الحياة أطال الله وسبقهم للشهادة أمير الشهداء إبراهيم الرفاعي، وعصام الدالي، ومبارك عبد المتجلي، هؤلاء وعشرات الآلاف غيرهم كانوا أبطال حرب الاستنزاف وأبطال حرب أكتوبر أيضا.

وأيضا الفريق سعد الدين الشاذلي مهندس العبور وأيضا كان قائدا لحرب الاستنزاف، الفريق الفذ محمود فهمي الذي قاد البحرية المصرية وعمره تسعة وثلاثين عاما وتاريخه معجز في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، محمد علي فهمي أول قائد الدفاع الجوي في 23 من يونيو 69 وخاض حربي الاستنزاف وأكتوبر، وحسني مبارك قائد القوات الجوية في المرحلتين، حتى كمال حسن علي، والمشير أحمد إسماعيل، محمد عبد الغني الجمسي، جميعهم كانوا رجالا أبطالا في المرحلتين، وبالتالي جميع القيادات حتى الجنود تم اشتراكهم في الحربين، ولا أدري لماذا نَخلق شرخا بلا مبرر بين أبناء الوطن الواحد؟

الذي خسر وانهزم في 67 كانت مصر التي دفعت الثمن غاليا، عندما صمدت مصر وأعلنت أنها قادرة على تحرير الأرض، في حرب الاستنزاف كانت مصر أيضا، وعندما عبرت الهزيمة في أكتوبر 67، كانت مصر، ولهذا أعود ماذا يراد لمصر من أبنائها؟ هناك من رموزنا الوطنية، وأخرى الدينية، وجاء الوقت لنصنع شرخا بين أبناء النيل بلا مبرر ولا يخدم إلا أعداء مصر!

إلى صديقي القديم فاروق جويدة، أريد أن أنسى تعاونك مع الإخوان وكنت أحيانا وكأنك لسانهم، عد إلى أصولك المصرية الريفية لأن مصر تئن من أبنائها وليس من أعدائها!
Advertisements
الجريدة الرسمية