رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

زويل الثاني واستغاثة على الملأ


موقف سنتذكره كثيرا حين صاح أحد الحاضرين بمنتدى شباب العالم قائلا: أنا زويل الثاني، وتحدث عن اختراعه لكلية صناعية كان بدافع إيجاد الحل لمرض والده، ودعونا ننظر لهذا الموقف بصورة إيجابية ومن زاوية أخرى.


الاستغاثة بهذه الصورة لم تأت من فراغ، فهذا الطالب يبدو أنه قد أعياه الزمن من كثرة ما حاول الوصول إلى أحد المسئولين لعرض اختراعه لبحثه، ويبدو أنه مع مرور الزمن كان لديه طاقة سلبية تراكمت وتجمعت إلى اللحظة التي وجد فيها أكبر مسئول ليستغيث بهذه الصورة.

مما لا شك فيه أن الصورة كانت غير لائقة، وخاصة أمام شباب من العالم أجمع، حيث تغطية من وسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية مما أظهرنا بما لا نريد لها أن تكون.

لابد من وجود قناة اتصال بين المواطنين والدولة، هذه القناة ليست إيميلا يتم إرسال الرسائل دون رد، إنما وسيلة تواصل فعال تعفى مصر من هذه المواقف، وتعفيها أيضا من فضائح وأسرار يتم عرضها على وسائل التواصل الاجتماعي على الملأ، تنفيسا عن المواقف التي يتعرض لها المواطن دون أن يجد من يشكو له من المسئولين، هذه القناة ستحمى مصر من الصورة المحرجة التي ظهرت بها، حين استغاث شاب في مؤتمر عالمي برئيسه، وفى غير الوقت المناسب وبالطريقة غير المناسبة مما كان له الأثر السلبى.

إن الأمر مهم ولابد من دراسته، ومعرفة من الذين عرض عليهم الشاب الاختراع، وهل قاموا بالاهتمام بالأوراق التي قدمها؟ وهل بحثوها؟ أم رفضوها دون عناء دراستها والتأكد من صدقها؟ وما النتيجة المؤلمة التي جعلت هذا الشاب لا يقتنع بالنتيجة التي وصلته حتى يعرضها مرة أخرى بهذه الطريقة على السيد الرئيس؟ وهل كل مخترع عليه أن ينتظر تلك الفرصة أم أن هناك قناة اتصال خاصة بعيدة عن الروتين والبيروقراطية التي جعلت شبابنا يهاجرون للخارج مع اختراعاتهم وبهدوء؟ وبالتالى نخسر جميعا كل ما تحمله الوطن في تعليمهم وتدريبهم.. وتكسب الشعوب الأخرى النوابغ.

أرجو أن نبدأ الآن في إيجاد وسيلة تواصل فعالة من الدولة تحميها من الأفعال غير الشعورية من المواطنين لإيصال آرائهم ووجهات نظرهم وأفكارهم واختراعاتهم إلى المسئولين.

غدا بإذن الله أفضل طالما نحن نبحث عن التغيير للأفضل..

Advertisements
الجريدة الرسمية