رئيس التحرير
عصام كامل

الإنجيلية والإصلاح اللوثري.. قوة العبور إلى أرض الحرية

مارتن لوثر
مارتن لوثر

ظهر مارتن لوثر، قائد ثورة الإصلاح الديني في ألمانيا بداية القرن السادس عشر، بعدما ثار على كنيسة روما في العصور الحديثة.


ويعتبر لوثر أبرز من حمل راية العصيان بوجه البابا، وكانت فلسفة لوثر في الإصلاح تقوم على أن الإيمان يأتي في المقام الأول، قبل الإعمال باعتباره طريق الإنسان الوحيد للخلاص، أما الأعمال فلا جدوى منها فالحج والاحتفالات الدينية وإيقاد الشموع هي في رأي لوثر عقبـات في طريق الخلاص، فالغفران هو الثواب بالإيمان.

لم تشعر الكنيسة بخطر هذه الأفكار إلا حين تصدى لوثر سنة 1517 لراهب أرسلته البابوية إلى ألمانيا لبيع صكوك الغفران حيث كانت بحاجة إلى الأموال لصرفها في إصلاح كنيسة القديس بطرس، وهو ما جعل بابا الفاتيكان ليو العاشر يندد بأفكار لوثر، ويهدده بالحرمان، إلا أن لوثر رد على ذلك بحرق المنشور البابوي علنا يوم عيد الميلاد سنة 1520 مما أدى إلى صدور قرار بابوي بالحرمان، لكن أفكار لوثر انتشرت وكثر أتباعه ولم ينفع قرار المجمع الديني سنة 1521 بإعدامه.

كان لحركة لوثر صدى في ألمانيا وإنجلترا، لا سيما بعد أن طور أفكاره القائمة على عدم وجود وساطة بين الخالق والمخلوق، وعمل على ترجمة الكتاب المقدس للألمانية ليسهل تداوله أمام الجميع.

وألغى لوثر كذلك الأكيلروس، وحياة الدير وأبطل عبادة العذراء والقديسين والإيمان بالمظهر ثم نظم الكنيسة اللوثرية.

واحتفلت الكنيسة الألمانية بمرور 500 عام على حركة الإصلاح الديني في أوروبا، بحضور عدد من القيادات الدينية من كل دول العالم، من بينهم الدكتور القس أندرية زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر.

ويرى «أندرية زكي»، أن الإصلاح الديني ليس مجرد شعار، لكنه فعل يربط العقيدة بالسلوك، وقوة بناءة تعبر بالكنيسة إلى أرض جديدة، وترسخ مفاهيم الحرية والإبداع ومكانة الآخر.

كما أكد رئيس الطائفة الإنجيلية، أن الإصلاح الديني، في أوروبا ساهم في تحرير المجتمع من التسليم المطلق لسيطرة الكنيسة على المجال العام.

وأوضح أن الله أزال الفوارق بين الناس جميعا، في طقس «كسر الخبز»، الذي حرض المسيح على الالتزام به، فكسر هذا الطقس جميع الفوارق بين شعب الكنيسة، وشدد على أن الإصلاح حركة دينية، فتحت المجال للإصلاح في أوروبا وفي العالم كله.

وأوضح «زكي» أن الإصلاح الديني لا يمكن أن يجمد كما يحاول البعض، مشيرا إلى أن هناك خمسة مبادئ غيَّرت الكنيسة والتاريخ الإنساني كله، وهي: «الكتاب المقدس، الإيمان، النعمة، المسيح، مجد الله».

وأكد أن بعض المسيحيين، يمكن أن يموتوا من أجل العقيدة، في حين أن سلوكهم غير مسيحي، أو غير ملتزم.
الجريدة الرسمية