رئيس التحرير
عصام كامل

كتاب داخل مكتبة مدرسية يحمل كلمات إباحية

فيتو

شر المصائب ما جاء عن غفلة منا، وأكثرها فظاعة وبشاعة ما جاء نتيجة فساد وإفسادٍ متعمد، وربما مخطط له، قلت منذ حين بعيد، إننا نسير نحو هاوية سحيقة يعاقب فيها المجتمع نفسه بنفسه، ويهدم قيمه الروحية والأخلاقية في سبيل الحصول على المال بأية وسيلة حسناء أو شنعاء، وعندما يكون الفساد والرشوة هما السبيل إلى هدم المجتمع وتدمير مستقبل أبنائه من الفتيان والفتيات، فلابد أن يكون لنا وقفة حاسمة وحازمة يا وزير التعليم.


هذه الواقعة المشينة تخص وزارة التربية والتعليم، وعلى وجه الخصوص قطاع الخدمات والأنشطة – الإدارة العامة للمكتبات، هذه الإدارة المنوط بها اختيار قوائم الكتب التي تزود بها مكتبات مدارس جمهورية مصر العربية، وهذه الإدارة تلزم جميع مكتبات مدارس مصر بشراء قوائمها المنتقاة كل عام من موزعين بعينهم.

جاء طالبٌ محبٌ للقراءة في الصف الثاني الإعدادي لوالده ومعه كتاب استعاره من مكتبة مدرسته، وسأل أباه: يا أبتي ما معنى واقي ذكري ؟ وما هي العاهرة ؟ فسأله الوالد مذهولًا ومن أين أتيت بهذه الكلمات؟ فقال له: إنها وردت في إحدى قصص هذا الكتاب، تناول الوالد الكتاب وتصفحه ليجده مختوما بخاتم مكتبة المدرسة، وفتح الصفحات التي توقف عندها ابنه ليجد

أسقط في يد ولي الأمر، واتجه للمدرسة ليتأكد أنه من كتب مكتبتها، فتحقق فعلا أنه كتاب من قوائم المكتبات المختارة والمفروضة من وزارة التربية والتعليم، والتي تولَّى قطاع الخدمات والأنشطة – الإدارة العامة للمكتبات اختيارها بعناية من وسط آلاف الكتب التي تقدم له كل عام، والمدهش أن هذا الكتاب يلاقي إقبالًا ورواجًا بين الطلبة والطالبات على قراءته ومناقشته فيما بينهم سرًا.

المؤكد أن فساد هذه الإدارة وجهل القائمين عليها جعلهم يدرجون مثل هذه الكتب بقوائمهم المقدسة بعد أن يقفشوا المعلوم (السبوبة)، ثم نتعجب بعد ذلك من انحلال الناشئة من أبنائنا في المدارس، وندهش حين نجدهم يرفعون علم الشواذ في حفل كبير بالقاهرة، المدهش حقًّا أن الفرقة التي أحيت هذا الحفل كانت تسمى ( مشروع ليلى ) وبطلة هذه القصة تسمى أيضًا ( ليلي )، فهل قطاع الخدمات والأنشطة – الإدارة العامة للمكتبات هو العامل المشترك بين الحدثين؟

منذ فترة وجيزة هاجم معالي الوزير المعلمين، ثم عاد ليوضح أنه لم يقصدهم، بل قصد أباطرة الفساد في ديوان وزارة التربية والتعليم، وها نحن نضع يده عليهم بالدليل القاطع، فليتحرك إذن، وإِلَّا سيجب عليه أن يجيبنا على سؤالنا الأول: يا وزير التعليم.. هات جمع عاهرة ومرادف واق ذكري؟
الجريدة الرسمية