رئيس التحرير
عصام كامل

التغيير المناخي والخطر الصحي


أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون المسئول الأول عن الاحترار الحراري قد زادت إلى معدل قياسي لم يحدث منذ ثلاثة ملايين من السنين، عندما كانت درجة الحرارة أعلى بنحو ثلاثة درجات، وكانت مياه البحار والمحيطات أعلى بنحو عشرين مترا عن مستواها الحالي، وذلك بسبب ذوبان الطبقات الجليدية.


وتقول لجان الأمم المتحدة إن هذه الزيادة في تركيز ثاني أكسيد الكربون واحتباسه قد يؤدي إلى ارتفاع نحو ثلاث درجات في درجات الحرارة مما يسبب ذوبان الجليد إلى البحار والمحيطات ليرتفع منسوب المياه إلى نحو العشرين مترا، وهذا خراب مؤكد لكثير من البلاد التي سوف تتعرض لغمر جزء من أراضيها الزراعية الخصبة مثل دلتا النيل.

لقد زاد تركيز ثاني أكسيد الكربون إلى 403 ppm من 400 ppm عام ٢٠١٥ وهذا المعدل يزيد بنسبة ٥٠٪؜ على المعدل في العقد الماضي أي منذ عشر سنوات فقط، وما يتوقعه الخبراء ينسف ما اتفق عليه ساسة العالم في باريس ٢٠١٥ من التحكم في الانبعاث الحراري إلى درجتين فقط بنهاية هذا القرن أي سنة ٢١٠٠.

ويصرح الخبراء بأن تأثير التغير المناخي على الحالة الصحية للإنسان أصبح واضحا وملموسا وباتت تداعيات موجات الحر على صحة الفرد بين إجهاد حراري وضربة شمس وتفاقم قصور القلب وارتفاع خطر القصور الكلوي الناجم عن الجفاف، وكذلك أدى ارتفاع درجة الحرارة إلى انخفاض إنتاجية العمال، وكذلك توسع نطاق عمل البعوض الناقل لمرض الضنك، وتحذر منظمة الصحة العالمية من خطورة الاحترار المناخي على الصحة العامة، وعلينا أن نأخذ الأمر بجدية ونستعد للخطر القادم ويكون أهم ما نسعى إليه هو الصالح العام أولا وأخيرا، وكان الله في العون.
الجريدة الرسمية