صباح تكتب: الحب الكبير
تحت عنوان (الحب الكبير) كتبت المطربة اللبنانية صباح في مجلة الكواكب عام 1960 مقالا في قصة قالت فيه:
لم تكن أكثر من نظرة ثم بعدها كان الحب بكل ما فيه من شوق ولهفة، لم أستطع أن أقاومه، كل شيء فيه يجذبني إليه في قوة وعنف.
فعندما وقع بصري عليه للمرة الأولى شعرت بقلبي يدق وعقلي يفكر وروحى تناديه، وأحلام عذبة تهتف بي أن أقضي في حبه العمر كله.. كان جميلا وأنيقا يستطيع أن يخلب الباب النساء ويوقع بهم دون أن يهتز فيه نبض.
آه.. ما أسعد تلك اللحظات التي يطرق فيها الحب باب القلب للمرة الأولى وقد أحسست أن سعادتي قد تعلقت به وأنني يجب أن أحصل عليه مهما كلفني الأمر.
يبدو أن ارتباطنا كان مكتوبا في لوحة القدر مثلما كان اللقاء به مقدرا في طريق الصدفة.
مددت يدي إليه وأحسست بالرعشة الحلوة تسري في عروقي خلال جسدي كله إنه الحب، مشينا معا نقطع الطريق في صمت إلا من الضربات الحانية الرقيقة ترقص في قلبي.
أحسست بنظرات الحسد ترمقني، فقد كان جميلا أنيقا تود كل سيدة لو كان من حظها، وكان يسير معي ملتصقا بي كأنه يخشى أن أفلت منه.
صحبته معنا إلى البيت، وقضيت في أحضان حبيبي أسعد أيام العمر، ولكن انطفأت جذوة الحب وانطفأ دفء القلب سريعا، إنها سُنة الحب، والإنسان بطبيعته سريع الملل والقلب سريع التقلب، والذي حدث هو أنني مللت ذلك الذي كنت أعتقد أنني ملكت الدنيا كلها حين حصلت عليه دون كل النساء.
أما هو فقد أخذ يذكرني بأيامنا الماضية الحافلة بالحب والهيام.. لكن كيف يعود الحب للقلب هيهات؟
لقد التقيت به لأبحث عن غيره أكثر أناقة وأكثر وجمالا.. نعم التقيت به في الدولاب.. ذلك الفستان القديم.
