رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قصة الوزير الذي ضرب حسين عفيفي وأرغمه الأهلي على الاعتذار لكبير المشجعين

حسين عفيفي
حسين عفيفي

في بدايات عملي الصحفي وبالتحديد في أحد أيام 95 كان الدكتور عبدالمنعم عمارة يتولي رئاسة المجلس الأعلي للشباب والرياضة ودائما وأبدا كان متهما بالتحيز للنادي الإسماعيلي (والحقيقة أنه لم يكن اتهام بقدر ما كان واقعا).


بحكم حب الدكتور عمارة للدراويش وبالتالي لم يكن مستغربا أن يكون مكتب عمارة مفتوحا على مصراعيه لنجوم الدراويش ويلبي جميع طلباتهم وساعدهم حتى فازوا على الأهلي وحسموا الدوري لصالحهم بعد مباراة فاصلة في غزل المحلة.

ولأننا لسنا في مجال الحديث عن انتماء الدكتور عمارة للدراويش بقدر ما هو رصد حالة واحتقان شديد من جمهور الأهلي ضد الدكتور عمارة وسبه وقذفه في كل مباريات الأهلي في الدوري بل وأي مباراة للمنتخب يحضرها المسئول الأول عن وزارة الشباب والرياضة. 

الوزير عمارة لم يكن يخفي حنقه على جماهير الأهلي ويتمني لو أن يده تمسك أحد الجماهير ليفتك به خاصة وأن السب كان بأفظع الألفاظ ولم يكن كتم صوت التليفزيون بواسطة المخرجين كافيا لعدم وصوله للملايين من الجماهير في المنازل وتحقق للوزير ما تمناه. 

في مباراة ودية للمنتخب الوطني أمام النادي الإسماعيلي وفي تلك الفترة كان المنتخب يلعب مبارياته الودية مع الأندية وكان يتولي الهولندي نول دي راوتر قيادة الفراعنة ويعاونه محسن صالح والمباراة باستاد المقاولون العرب وبدأت المباراة وكان عدد الجمهور لا يتجاوز الـ300 شخص ومع استمرار المباراة وإذا بالهتافات تعلو سب وقذف في حق الدكتور عمارة والأصوات مسموعة وواضحة جدا وكنت أجلس أسفل المقصورة وعيني على رد فعل الوزير في المقصورة ووجدته يشير للأمن ثم بدأ يتحرك من مكانه وخلفه الحرس فتنبهت أن هناك شيئا ما. 

وإذ بي أجد الوزير عمارة وأمامه الراحل حسين عفيفي كبير المشجعين في الأهلي وقتها ولم يكن هناك ألتراس أو خلافه إنما كان حسين يقود الجمهور من المدرجات على شاكلة الخواجة كبير مشجعي الزمالك. 

منظر ربما أراه لأول مرة.. منظر مهول.. الوزير يصفع حسين عفيفي على كل مكان في وجهه والأمن يكتف كبير المشجعين والوزير يخرج فيه غل السنين والدماء تنزف من كل مكان من وجه عفيفي ولم يرحمه سوى أن خارت قوى الوزير من الضرب وأمر الأمن بإصدار قرار اعتقال له وأنه سيكلم وزير الداخلية في هذا الشأن حتى يتربي ويتأدب ويمتنع عن قذف الوزير في المدرجات وقيادة الشتائم الجماعية لعمارة. 

هل انتهى الموقف عند هذا الحد؟، لا لأنه بعد انتهاء المباراة جماهير الأهلي ذهبت إلى نجوم المنتخب والنادي الأهلي وأبلغتهم بما حدث وضرورة التصرف قبل أن يذهب كبير المشجعين في الرجلين ولم يكن أمام نجوم الأهلي سوى إبلاغ الإدارة. 

وماذا فعل المايسترو؟

وصلت الأنباء للمايسترو صالح سليم فعلي الفور قال إن الأهلي لن يترك أحد أبنائه حتى لو كان أصغر مشجع للقلعة الحمراء وأبلغ مسئولي مجلة الأهلي بضرورة فتح المجلة ضد عمارة وذكر الموضوع بالتفصيل وتجهيز مانشيت يتناسب مع الحدث وبالفعل تم التجهيز للموضوع ولكن أحد أصدقاء الدكتور عمارة أبلغه بما يتم الترتيب له فقال له وما الحل وهنا بدأت الوساطات من أجل حل الموضوع وديا والمايسترو صمم على أنه لا يوجد سوي حل واحد لإنهاء الأزمة وهو اعتذار الوزير لكبير المشجعين في الأهلي وترضيته أدبيا وهنا يمكن غلق الموضوع. 

طبعا لم يكن أمام الوزير إلا تكليف مكتبه بإحضار حسين عفيفي من محبسه بقسم مدينة نصر وإحضاره إلى مكتب الوزير بميت عقبة وطيب خاطره كاعتذار عن الضرب الذي تعرض له وطلب له غداء وقال إن هذه الصفحة لا بد أن تطوى. 

وصلت الأنباء للمايسترو فقال اسألوا حسين: هل حصل على حقه؟ وهل الآن مرضي؟ فرد عليهم أنه الآن أصبح صديق الوزير وأنه يشكر الأهلي وإدارته التي وقفت وراءه. 

هكذا كانت الأيام وقد سردت القصة بكامل تفاصيلها وأنا الشاهد الوحيد عليها وكتبتها والدكتور عمارة حي يرزق والزملاء بمجلة الأهلي موجودون وهكذا كانت إدارات الأندية تقف وراء جماهيرها.
Advertisements
الجريدة الرسمية