رئيس التحرير
عصام كامل

التطاول على البابا.. هل أخطأ المعارضون فهم الحرية؟

 البابا تواضروس الثاني،
البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية

يتعرض البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، لهجوم حاد، وصل إلى حد التطاول، من قبل معارضين، سخروا وسائل التواصل منصات لإلقاء قذائفهم، تجاه رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.


خلف صفحات تشير من أسمائها إلى دفاع أصحابها عن الكنيسة، توارى أناس بـ«أسماء وهمية»، يعملون جاهدين على زعزعة ثقة الشعب القبطي في البطريرك، وذلك منذ اللحظة الأولى لجلوسه على كرسي مارمرقس.

سموم «شياطين» العالم الافتراضي، نشروها عبر صفحات يتابعها الآلاف، وكان آخرها انتقاد صمت البابا تجاه ما يحدث في المنيا من إغلاق للكنائس، كما هاجمت البابا بسبب زياراته لألمانيا، واتهموه بأنه سيشارك في احتفالات الإصلاح الإنجيلي.

وصل الهجوم على البابا إلى وصفه بـ«البابا المحروم في الكنيسة»، بل وتخطى الهجوم الحدود حتى وصل إلى أنه يظهر عكس ما يبطن، هذا بخلاف تشكيكهم في وقت السابق بالقرعة الهيكلية، مدعين أن هناك تدخلات ما حدثت لتأتي بـ«تواضروس»، على رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

الحرية التي أتاحتها مواقع التواصل الاجتماعي، كانت بالنسبة للكنيسة «الجريمة» بعينها، حين تصل الحرية إلى حد التطاول والخوض في أعراض أساقفة وكهنة، بل ووصل الأمر إلى توجيه اتهامات للبابا.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل فهم الأقباط الحرية التي أتاحتها مواقع التواصل الاجتماعي خطأ؟

بعد سلسلة من الهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي، نطق البابا تواضروس، مهاجمها قائلا: «90% مما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعى كذب طبقا لعلماء الاجتماع»، واصفا إياها بـ«ميدان الأكاذيب».

كما أكد أن الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل تعتبر كالرصاصة تسفك الدماء، مشيرا إلى نشر الأكاذيب بدعوى الحرية، يزيد من القتل العمد.

قال: «احذر أن تكون كتابتك قاتلة، فما تكتبه مسئول فيه عن كل كلمة، وكتاباتك المسمومة تسفك بها دماء الآخرين».

وتعمد البابا الرد على بعض الشائعات التي أطلقتها مثل هذه الصفحات منتقدة زيارة البابا لألمانيا، قائلا «ليس لنا علاقة بعصور الإصلاح، وكان من السخافة الشديدة أن يتصور البعض أن 4 من البطاركة يتركون كراسيهم؛ ليحتفلوا بموضوع كهذا، والجميع صدق وبدأوا يفترون، ولم يفهموا أنها خدمة تقدم لمسيحيي الشرق الأوسط».

الراحل البابا شنودة الثالث، رأى أنه من الخطأ التحرر من القيم والثوابت، وإنما الحرية الحقيقية، فهي أن يتحرر الإنسان من كل فكر خاطئ، ومن كل طبع رديء، ومن كل شهوة منحرفة، ومن كل خطيئة، وأكد أن طالب الحرية، عليه أن يتحرر أولا من الداخل، وبهذا يمكنه أن يستخدم الحرية للخير.
الجريدة الرسمية