رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أهالي الديبة ببورسعيد يشتكون سوء الخدمات: «إحنا بشر»

فيتو

دائما تجد هناك قرى نائية مهملة، تنساها الأضواء، ولا يستمع لها المسئولون في شكواهم في غالبية الأحيان، وذلك لأن اهتمام المسئولين ينصب دوما على المدن الكبرى والأحياء الرئيسية، والتي تكون الأضواء مسلطة عليها.


ومن أهم القرى النائية التي تعاني من مشكلات كبرى، قرية الديبة غرب محافظة بورسعيد، والتي يعيش أهلها معاناة يومية، ما بين حلم بمياه شرب، ومدرسة للتلاميذ دون معلمين على مدار اليوم، ووحدة صحية يغيب أطباؤها دوما.

سافرت عدسة "فيتو" إلى قرية الديبة، والتي تقع على بعد 20 كيلو متر من المحافظة، وهي واحدة من ثلاث قرى في الغرب، وهي المناصرة، والديبة، والجرابعة؛ للتعرف من أهاليها على مشكلاتها.

التعليم
"ولادي يا أستاذة في الإعدادية ومش عارفين يكتبوا أسماءهم"، هكذا بدأت إحدى السيدات من أهالي القرية حديثها مع "فيتو"، وتابعت: "التعليم في قرية الديبة يعتبر تحت الصفر، بالرغم من وجود مدارس بالقرية"، وذلك يعزى إلى غياب المدرسين عن الحضور للمدرسة بشكل ليس بقليل.

وأشارت إلى "عندما يأتي المعلمون إلى المدرسة لا يشرحون، فلا يفقه الطلاب أي شيء، كما أن المعلمون ينصرفون في تمام الساعة الحادية عشر ونصف صباحا، أو الثانية عشر ظهرا على الأكثر، ولا يستكملون اليوم الدراسي، حتى يتمكنوا من السفر والعودة لمحافظة بورسعيد، مما ينعكس سلبا على مستوى التلاميذ".

الوحدة الصحية
وفيما يتعلق بالصحة في قرية الديبة، أكدت سيدات القرية: "للأسف عندما يصاب منا شخص أو يمرض لابد أن نسافر به لبورسعيد؛ ليدخل المستشفى، وإلا سيلفظ أنفاسه الأخيرة".

وتابعوا: "للأسف أيضا المسافة بين بورسعيد المحافظة الأم والديبة كبيرة، وأحيانا لا نستطيع أن نسعف المريض ويموت في الطريق".

وأضافت عبير، إحدى سيدات القرية: "السبب في نقلنا للمصابين لمحافظة بورسعيد بأن الوحدة الصحية بقرية الديبة لدينا، لا يوجد بها أطباء بشكل دائم، ولا توجد بها كافة التخصصات الطبية".

وفاة رضيعة
وأوضحت سيدة أخرى، أنها كان لديها فتاة رضيعة، توفت لأنها مرضت بشكل مفاجئ، ولعدم وجود أطباء بالوحدة الصحية بالقرية متخصصين، قامت بنقلها إلى مستشفى بورسعيد، وفي الطريق توفت الطفلة.

الكهرباء والصرف الصحي
وعلى جانب آخر، قالت دعاء محمود العوضي، من أهالي قرية الديبة: «نحن من بعد المغرب نعيش في ظلام دامس، ولا نخرج من منازلنا». 

وتابعت: "لا توجد كهرباء في قرية الديبة بالرغم من انتشار أعمدة الكهرباء، وحاولنا تكرارا ومرارا توصيل شكوانا للمسئولين ولكن دون جدوى".

وأشارت: "لا يوجد أيضا صرف صحي في قرية الديبة، والمياه منتشرة أسفل المنازل، والحشائش الضارة منتشرة، وذلك يعرضنا نحن وأبناؤنا للخطر".

رسالة المسئولين
وأجمعت سيدات القرية على رسالة واحدة للمسئولين: "حرام عليكم.. إحنا بشر".

وتابعوا: "نحن نعيش وسط الصرف الصحي، ولا يوجد صحة ولا أطباء ولا تعليم لأبنائنا، ولا أي شيء من الخدمات التي تجعلنا نعيش حياة آدمية، فللأسف نسي المسئولون بأن هناك بشر، لهم الحق في الحياة في قرية الديبة غرب بورسعيد".

واختتم سكان القرية النائية حديثهم قائلين بكلمات تمتلئ بالحزن والأسى: "نستغيث دوما بالمحافظ والمسئولين والنواب، داعين الله أن تلقى شكوانا مسمعا من أي شخص، حتى تتسنى لنا الحياة الكريمة".
الجريدة الرسمية