رئيس التحرير
عصام كامل

يا وزير التعليم.. لا تضع «البيض» كله في سلة واحدة!


نحن نثق تماما في رغبة السيد الرئيس في التغيير للأفضل في كل المجالات، لكن كلماتي هذه المرة تخص التغيير في مجال "التعليم" تحديدا، فنحن لسنا ضد التغيير والجميع يحلم بتعليم عالي الجودة كما نص الدستور المصري ونسعى جميعا لتنفيذه.


فنحن لا نختلف إطلاقا مع الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم في كل ما يقوله سواء في عيوب النظام الحالي بكل مشكلاته وعدم مناسبته للمرحلة المقبلة أو في ضرورة تغيير نظام التعليم بالكامل وتغيير نظام الثانوية العامة وتغيير نظام التنسيق وتغيير المناهج والاعتماد على مناهج إلكترونية بخاصية 3D ونظام الفصل المقلوب وكل مما أعلن عنه الوزير في وسائل الإعلام منذ توليه المسئولية..

"التجريب" هو الأسلوب العلمي لضمان النتائج المستهدفة وهو لب العلوم وجوهرها، ولا بد أن يكون هناك مجال للتصورات المقابلة فلا يمكن أن نسلم تماما بنجاح فكر ومشروعات الدكتور الوزير المطروحة بنسبة مائة في المائة ولا بد أيضا أن نضع تصورات قبل تنفيذها على أرض الواقع حال فشلها لا قدر الله، ماذا سيكون الوضع حال حصولنا على نتائج عكس ما نتمناه بعدم هدم نظام التعليم الحالي وتطبيق الجديد؟! وتغيير نظام الثانوية العامة الحالي وتطبيق الجديد؟ خاصة بعد إهدار الوقت والمال! وما هي حجم الخسائر التي سنقع فيها وقتها!

فلو كانت هناك ولو نسبة واحد في المائة فقط على عدم نجاح هذه الأفكار والمقترحات الخاصة بتغيير نظام التعليم بالكامل والثانوية العامة الجديدة وغيرها مما نسمعه ونقرأه على صفحات الصحف يوميا، فحتما يجب أن لا نسمح بالمخاطرة وعلينا أن نعيد ترتيب أوراقنا من جديد خاصة بعد التجربة المريرة التي أصابت طريقة تنفيذ "المدارس اليابانية" من تسرع في اتخاذ القرارات بطريقة كانت حتما ستدخلنا في نفق مظلم وتهدم أحلام المصريين في ليلة وضحاها... فهل هذا لا يجعلنا ندق أجراس الخطر في باقي المقترحات والمشروعات والأفكار المطروحة الأخرى ؟!

أكرر أننا لسنا ضد التغيير لكني أقترح إن أراد الله أن يستمر الدكتور طارق شوقي وزيرا للتعليم أن يصبح تطبيق أفكاره ومقترحاته التي يعلن عنها لا محالة خاصة رغبته بتغيير نظام التعليم بالكامل اعتبارا من العام المقبل، فليتم تطبيق هذا التغيير بطريقة علمية لضمان نجاح النتائج.

فإنني أقترح أن يتم اختيار 27 مدرسة فقط على مستوى الجمهورية واحدة في كل محافظة من محافظات مصر باختلاف ظروفها وطبيعتها وبيئتها واختلاف ثقافة طلابها وأهلها، ونخصصها للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم يفعل بها ما يشاء ويطبق عليها أفكاره من تعليم جديد ونظام جديد وثانوية جديدة وكل ما يعلنه في وسائل الإعلام.. ونوفر في تلك المدارس كل المقومات التي يحتاجها الدكتور الوزير لنجاح أفكاره ثم نقيم هذه الأفكار والتجربة على عينة فقط من المدارس والطلاب ولا نخاطر بكل مدارسنا وطلابنا ليكونوا فئران تجارب دون ضمان نجاح النتائج، فلو تم هذا المقترح نقوم بتحليل النتائج إن كانت سليمة وناجحة فيمكن أن نعممها على كل مدارس مصر، أما لا قدر الله كانت غير ذلك فلا يحدث خسائر أو ارتباك في المنظومة التعليمية ونظامها الحالي بحسناته ومساوئه الذي ينوي معالي الوزير هدمه قبل معرفة نتائج النظام البديل.

أتمنى أن نفرض كل الفروض ونقوم بتجريب الأفكار والمقترحات أولا قبل تطبيق أي فكرة أو مشروع ونضع سيناريوهات مختلفة أيضا قبل إعطاء إشارة البدء في التطبيق، لهذه الأسباب أتمنى أن لا يسمح الرئيس بتطبيق أي شيء قبل التجريب وضمان نجاحه وأن لا نضع البيض كله في سلة واحدة وليكن ما حدث في "المدارس اليابانية " لنا عبرة.

الجريدة الرسمية