رئيس التحرير
عصام كامل

مفيد فوزي يكتب: تعظيم الفنان نوع من الجنون

مفيد فوزى
مفيد فوزى

في برنامج تليفزيونى قدمه التليفزيون المصرى عن أم كلثوم بعد وفاتها عام 1975 قال الكاتب الصحفى مفيد فوزى:

لا أستطيع أن أقارن بين أم كلثوم وسيد درويش، لأن درويش كان مدرسة مختلفة إلا أنه مدرسة اقتصرت على البسطاء وتراب الأرض.

أما أم كلثوم فهى لم تنتصر للبسطاء وإنما كانت تمتع البسطاء ومن هم فوق البسطاء فهى تعطينا المزاج الخاص، إلا أنها استطاعت أن تقف عقبة في طريق الغناء الجماعى والمسرح الغنائى لأنها هي التي مجدت الأغنية الفردية، التي أصبحت الأساس، وأصبح المطرب يتحمل في النهاية كل المسئولية والتألق، ولم يعد للمسرح الغنائى قيمة وإنما محاولات فردية ركيكة وذلك لأن الغناء الفردى مسيطر وخاصة عندما يكون من كوكب وسيدة وكان لابد أن يصمت الناس ولا يحاول قلم أن يثير أي نقد.

أنا كتبت مرة مقالا قلت فيه إن فيروز لما غنت حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا، فهى حبيبة كل الفصول.. وقد أوذيت ولم أقل حرفا أكثر من ذلك وكان موقفى من أم كلثوم غير مبني على تصرف شخصى.

كتبت ذلك وأنا أحس بأن أم كلثوم بحر ومحيط هائل واسع ولا قيمة لأى كلام عنها أو ضدها، أرى أن أم كلثوم هرم ضخم وفيروز هضبة لكنى أحب الجلوس فوق الهضبة.. هذا ذوقى وإحساسى ووجدانى ولا يستطيع أحد أن يحاربنى من أجله.

كما أننى لا يمكنى أن أهدم الهرم لأن أم كلثوم فوق الهدم، كما أنه من الأمانة أن أقول ماعندى وما كان يمكن أن أقول هذا وأم كلثوم حية كما أنه لا يمكن أن يكتب كاتب أن سيرة الحب أغنية وحشة.

أذكر أن صلاح جاهين قال في برنامج مع المذيعة سناء منصور أن سيرة الحب هي الابنة المراهقة لغنوة أنت عمرى.. وكان إعلان الغضب على صلاح جاهين كبيرا وشديدا.

ليس عيبا أن يتعرض الزعيم للنقد، تعرض أي فنان كبير للنقد ليس عيبا إنما إحنا عندنا عادة تحتاج إلى مناقشة وهى تأليه الفنان وتعظيمه وأن يصبح مسه ضربا من الجنون، ودى ربما تكون عادة فرعونية.
الجريدة الرسمية