رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر في حرب حقيقية.. والسيسي بلا منافس!


لا يزال الإرهاب يسبب صداعا يؤلمنا كل يوم والآخر، وفى كل مرة نشعر بالحزن والألم، لسقوط خيرة شبابنا شهداء في سبيل حماية تراب مصر الغالى، ولكن يمضى الأمر إلى أن يوقظنا حادث آخر يتسبب في إثارة الحزن من جديد المصحوب بالغضب في كثير من الأحيان، ومع كل حادثة إرهابية يتحول الملايين إلى خبراء في مكافحة الإرهاب، وتزدحم الشاشات بعبقريات ما أنزل بها الله من سلطان، والضحية في جميع الأحوال هو المواطن البسيط الذي لا يعرف أين الحقيقة خاصة عندما تم إغراقه بوابل من التحليلات الغريبة والمثيرة وفى الأغلب جاهلة!


أولا: في أثناء كتابة هذا المقال (الجمعة 27 من أكتوبر)، كشفت الداخلية عن مقتل ثلاثة عشر عنصرا إرهابيا في المطاردات التي لم تتوقف منذ حادث الواحات في الأسبوع الماضى، وأكدت أن المواجهات لا تزال مستمرة أي أن المعركة لم تبدو في الأفق بوادر النهاية لها، وعلى الرغم من الثمن الذي تدفعه مصر يوميا من الشهداء غاليا، وبالرغم من وضوح الرؤية أن الأحداث لا تحركها مجرد مجموعة من الأفراد، وإنما تحركها مخابرات دولية بأيدٍ وثوب إسلامي، إلا أن الأغلبية من الشعب لا تستشعر بأن مصر في حرب حقيقية، بل إنها في حرب ربما أخطر من حرب الكيان الصهيوني في 73، على الأقل الكيان الصهيوني، عدوك أمامك ومحدد معالمه وتقدر قوته، أما الذي يحاربك الآن فهو عدو جبان يختفى وراء ستار الدين وقد يظهر لك في أي مكان، والسؤال متى يشعر الشعب بأننا في حرب حقيقية!؟

ألم نسأل أنفسنا من أين للإرهابى الذي يختبئ في الصحراء أن يستخدم سيارات ثمنها ملايين الجنيهات!؟ من أين له ثمن أحدث الأسلحة إلى التي في أيده!؟ من أين المعلومات والتكتيك الذي أحيانا كثيرة يؤكد أنه لا يمكن إلا أن يكون من عقلية احترافية وليس مجرد هواة يمارسون ضرب النار في الأفراح!؟ متى سندرك أن أهداف عدوك الذي يقبع في غرفته المظلمة-الصهيونية العالمية- اتفقت مع أهداف الإخوان الإرهابية وبعض السلفيين وعملاء الغرب؟ إنهم جميعا أعداء الوطن ومع هذا في كثير من الأحيان ما زلنا نحن الشارع المصرى لا ندرك أن مصر في معركة حقيقية ويتعامل الكثير وكأن ما يحدث مجرد حادث عارض لمجموعة مارقة من الإخوان أو الجماعات المتعاطفة معهم!

ثانيا: لست محللا استراتيجيا ولكننى أحب أن أعطى عقلى مساحة للتفكير في الشىء الذي يعرض أمامه، فأثناء معركة الواحات التي استشهد فيها 16 بطلا من خيرة شبابنا، فجأة ظهرت على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعى العجب، ليس فقط الكذب والادعاء، ولكن العجب!

د.حازم.س يدعى أنه باحث، ولا أدرى باحثا في أي مجال، بعد تسرب الأخبار بالحادث الإرهابي وتضارب عدد الشهداء بين 53 و16 شهيدا، أخذ يحلل المعركة وكأنه قائد عسكري، الطريف في الأمر أنه يكتب: الأرجح أن الشهداء من 20 إلى 30 شهيدا! هذه الأرجح لا أعرف على أي أساس علمى كباحث، وخاصة أنه لم يذكر معلومة واحدة غير أن كان يردد (المفترض، ولكنهم، والأرجح، وبالتقدير الأولى.. إلخ) ثم استقر أن عددا من استشهد هو 30 بطلا!

د.نهى. م كتبت: 120 واحدا ماتوا في الواحات.. هو ده الرقم الحقيقى وليس 53!
سألها الصديق المشترك المهندس أسامة عبدالعزيز: الرقم كبير يا نهى.. عرفتى منين!؟
قالت: زوج صاحبتي كان معاهم ولسه راجع وبيعط وبيحضن أولاده وبيقول الكتيبة كلها ماتت!

كتبت تعليقا لها: أولا هذا الرقم الذي تروجين له غير صحيح وكذب، وكلامك متناقض، كيف يتم قتل الكتيبة كلها وهو لايزال على قيد الحياة، حتى لو كان الناجى الوحيد فلن يسمح له العودة ولاتزال المعركة مستمرة!؟ كيف واثنين من الضباط الابطال عثرت عليهم الطائرات المصرية في الصحراء!؟ ثم هناك ستة مصابين في المستشفى!؟ ونصحتها أن تقول لزوج صاحبتها يبطل عياط! طبعا تم حذف تعليقى!

ثالثا: ما حدث من الداخلية وتسريب صور واخبار من استشهدوا قبل الإعلان عن البيان الحاسم عن معركة الواحات.. هذا أمر يثير الارتباك والحزن وأيضا اليآس بين أفراد الشعب ومعه تكثر الشائعات المضللة! من قراءة الأمور الثلاثة سنجد لننا نشارك الدولة في الخطأ وأننا ما زلنا كشعب لم ندرك حجم معركتنا مع الإرهاب والمخطط من اعداء مصر!

ملاحظة أخيرة.. للذين يحاولون أن يجمعوا تأييد لترشيح السيسي رئيسا مرة ثانية، أقول لهم: لماذا كل هذا العناء!؟ المعارضة عجزت عن إيجاد مرشح لها، ولا أتصور أن هناك من يستطيع الآن أن يقدم نفسه للترشح بعد افتضاح ضعف وهشاشة الجميع من الذين كان البعض يتصور أن فيهم خير! السيسي مستمر.. وعلينا من الآن نفكر: هل يتم تعديل الدستور أم من القادم في المستقبل خاصة أننا لم نعد نقبل الهواة أو التجارب!؟

أردوغان غير الدستور ليستمر حتى 2030.. أنجيلا ميركل تحكم 16سنة!
أريد فقط نتعلم وبهدوء من تجاربنا الفاشلة.. وتجارب غيرنا الناجحة!
Advertisements
الجريدة الرسمية