رئيس التحرير
عصام كامل

4 آثار مدمرة للتغيرات المناخية على مصر.. تراجع إنتاج القمح والأرز البداية.. تأثر القطاع السياحي بسبب ارتفاع مستوى البحر..غرق الدلتا الخطر الأكبر.. ووزارة البيئة تواجه بـ3 وسائل

صور أرشيفية
صور أرشيفية

التغيرات المناخية، بالأمس كان مجرد أحاديث علماء لا يلقى أي اهتمام، لكن مع بدء وقوع ما تم التحذير منه، اجتمعت الدول على عجل لتضع مليارات الدولارات للتصدي لتلك الظاهرة القادرة على التأثير على العالم أجمع.


والمقصود بالتغيرات المناخية هو التغير غير الطبيعي في الطقس ووقع ظواهر مثل إذابة الجليد بطريقة أعلى من المعتاد وذلك بسبب تغيرات في أحوال الطقس نتيجة أسباب كثيرة من أهمها الثورة الصناعية.

وبالأمس اجتمع المجلس الوطني للتغيرات المناخية بحضور الدكتور خالد فهمي وزير البيئة، والسفير وائل أبو المجد مساعد وزير الخارجية لشئون البيئة والتنمية المستدامة والدكتور عمر العريني الرئيس الأسبق لصندوق الأمم المتحدة للأوزون والمهندس شريف عبد الرحيم رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية.

وناقش الاجتماع طرق التصدي للتغيرات المناخية وما آخر ما تم الوصول إليه من مجهودات، وعلى الجانب الآخر ترصد فيتو أبرز 5 تأثيرات للتغيرات المناخية على مصر.

1- إنتاج المحاصيل الزراعية
أول آثار التغيرات المناخية سيكون ارتفاع معدلات درجات الحرارة التي يصاحبها التي بدورها تؤدي إلى تذبذب معدلات سقوط الأمطـار، وزيـادة معـدلات التصـحر والجفـاف ممـا سـيؤدي إلـى انخفـاض إنتاجيـة بعـض المحاصـيل الغذائيـة كـالأرز والقمـح وصـعوبة زراعــة بعضـها.

وبحسب وزارة البيئة فإن ارتفاع درجات الحرارة تؤدي أيضًا لزيــادة معدل الاحتيـاج إلــى المـاء نتيجــة ارتفــاع معـدلات التبخــر، ومن جهة أخرى يظهر تأثير درجات الحرارة على اختفاء بعض الأنواع من الكائنات الحية، وانتشار سوء التغذية وبعض الأمراض كالملاريا والأمراض القلبية والتنفسية، وخصوصًا بين المسنين، وفـي الحـر الشـديد ترتفـع مسـتويات حبـوب اللقـاح وسـائر المـواد الموجـودة فـي الهـواء والمسـببة للحساسـية، ويمكـن أن يتسبب ذلك في الإصابة بالربو.

وسيؤثر ارتفاع درجات الحرارة أيضًا على منسوب مياه نهر النيل؛ حيث من المتوقع أن يشهد تراجعًا في تدفقات المياه حتى عام 2040، مما يجعل من الضروري تطـوير وتطبيـق أسـاليب فعالـة للتعامـل مـع هـذا الوضـع سـواء فـي الزراعـة أو في الطاقة ذلك خاصة أن مصر تعتمد بنسبة 12 %على الطاقة الكهرومائية.

2- جفاف المياه
ولم يقف التأثير عن حدود تأثر المحاصيل الزراعية فقط، فبحسب دراسات أخرى فإن التغيرات المناخية تؤدي إلى حدوث تباعد فـي فتـرات سـقوط الأمطـار مـع زيـادة معـدل الهطـول ممـا يـؤدي إلـى زيـادة احتمـالات حـدوث للفيضـانات أو فتـرات أطـول مـن الجفـاف، وهو ما يستنزف الخزانات الجوفية في النهاية.


3- السياحة
قطاع السياحة لن يسلم هو الآخر من التغيرات المناخية، فارتفاع منسوب مياه البحرين الأحمر والمتوسط، يؤدي إلى عدد من التداعيات السلبية على المشروعات السياحية التي تزيد على ٦٠٠ منتجع سياحي وفندق عالمي، كما ستتأثر تلـك المشـروعات والاسـتثمارات فـي ظـل ارتفـاع درجـة حرارة المياه خاصة بالبحر الأحمر، الأمر الذي سيؤثر علـى الشـعاب المرجانيـة وابيضاضها وهـروب الكائنـات البحريـة، ممـا يصـعب مـن عمليـات الصـيد، بالإضـافة إلـى أن نقـص الشـواطئ الصـالحة للارتيـاد ما يـؤثر سـلبا علـى الخـدمات السياحية.

4- غرق الدلتا
أما أخطر تلك الدراسات كما توضح الدراسات فهو ارتفاع مســتوى ســطح البحــر مــن 18 إلــى 59 ســم ما سيؤدي إلــى غــرق المنــاطق الســاحلية المنخفضــة ودلتــا نهــر النيــل وتــأثر مخــزون الميــاه الجوفيــة القريبــة مــن الســواحل، وتــأثر جــودة الأراضــي الزراعيــة والمستصـلحة، هـذا بالإضـافة إلـى تـأثر السـياحة والتجـارة والمـوانئ بالمنـاطق السـاحلية.

وتشارك مصر ممثلة في وزارة الري في مؤتمر عالمي الدلتاوات يضم ممثلين من أكثر من دولة للتصدي لهذا الخطر.

جهود البيئة
من جانبه قال الدكتور خالد فهمي وزير البيئة، إن هناك ثلاث وسائل يتم التصدي بها للتغيرات المناخية، منهم التوجه لاستخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة والنقل والمواصلات.

وأضاف «فهمي» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن الاتفاقيات الدولية طريق للمواجهة أيضًا مثل اتفاقية باريس للمناخ، التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات بأسرع وقت لمواجهة آثار التغيرات المناخية، وتم الاتفاق على أن تحدد كل دولة المؤشرات الخاصة بها.

وأوضح أن عام 2013 شهد عدة إجراءات للتوسع في استخدام الطاقة المتجددة ضمن إستراتيجية كاملة للتوسع في الطاقة المتجددة حتى عام 2035.

وأكد فهمي، أن وزارة البيئة تعمل بكافة إمكانياتها لتبني مشروعات الطاقة المتجددة في مصر من خلال صندوق المناخ الأخضر، ووضع إطار تمويلي لعدد من المشروعات، حيث حصلت مصر على 154 مليون دولار من الصندوق لتمويل مشروعات خاصة بالطاقة المتجددة، بالإضافة إلى السعي للحصول على تمويل من جهات أخرى قد يصل إلى مليار دولار.
الجريدة الرسمية