رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهاب والفساد في الأرض


قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" آية 30 سورة البقرة.


لعل أول سؤال لله من صنيعة يده من الملائكة عن الفساد في الأرض لهو أكبر دليل على أن القتل وسفك الدماء هو الخوف الأكبر من خلق الإنسان، وهو ما استرعى انتباه الملائكة للخوف على الحياة من وجود البشر.

لقد استشهد خيرة شبابنا على يد الإرهاب الغادر وانه لمن المدهش أن تصف بعض وسائل الإعلام العالمية الإرهابيين بالمقاتلين، اسم جديد أسند إلى الإرهاب الغاشم وللأسف يعطى له انطباع مختلف، ولكن يبقى الإرهاب إرهابا لا يمكن تغيير مسماه، مهما حدث إنما يبقى لدى الجميع مفهوم واحد أن من حمل السلاح أمام النظام الشرعي الحاكم في الدولة فإن ذلك خارج عن إطار الشرعية ويتجه نحو الإفساد في الأرض.

المعارضة مسموح بها تحت نطاق العمل الحزبي وهذه المعارضة لها مسارات موضوعة لكي يتم تداول الرأي والرأي الآخر دون كتم أفواه، ولعل ما وصلنا إليه اليوم من حرية في إبداء الآراء وتداول الأخبار والنشر ومع كل الضغوط التي نعيشها خير دليل على عدم تكميم الأفواه، ففي دول كثيرة في أوروبا ممنوع تداول كثير من الأخبار التي يتم تداولها في وطننا، ممن يتجاوزه فإن القانون يطبق عليه بلا رحمة ولا مكان لحقوق الإنسان التي يطالبونها بتطبيقها في مثل الظروف التي نتعرض لها، إذ أن حقوق الإنسان هي الهدف العام من العمل على وحدة وسلامة الوطن وسلامة أراضيه.

الإرهاب لا دين له، إذ أنه هو سلوك بشرى معادٍ كالخلية السرطانية التي تدمر الخلايا المحيطة بها ثم تتحول لتقضى على الجسم كله، تلك الخلايا المجنونة لابد من استئصالها بسرعة قبل أن تصل إلى تدميرنا، إننا أمام تجمعات سرطانية تصيب البشر كما تصيب الجسم تمامًا وبنفس النشاط وبنفس الوصف وعلينا جميعًا أن نبقى معًا يدا واحدة ضد ما ينال من الجسم ككل.

من سلك طريقًا للقتل وتخيل أنه فوق القانون أو أنه سيعيش طويلا في الظلام فهو مخطئ، إذ مهما طال الزمن فإن جزاء عمله ملاقيه إن كان في الدنيا أو كان في الآخرة.
الجريدة الرسمية