رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إنها مصر المحروسة


ومازال يطل علينا الإرهاب البغيض بوجهه الدامي القبيح العاري تمامًا من ملامح الإنسانية والرحمة، فمنذ أيام قليلة أطل علينا في منطقة الواحات وسالت دماء طاهرة ذكية نحتسبهم شهداء عند الله تعالى، أبطال حظوا بشرف الشهادة في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والوطن والدين، أبطال يواجهون أخطر العصابات الإجرامية على مر التاريخ عصابات خونة مأجورة من أصحاب المؤامرة الخسيسة الدنيئة التي خطط ويخطط لها الصهاينة الملاعين وحاضنتها أمريكا وبريطانيا وغيرهم من أعداء الإنسانية والحياة والطامعين في ثروات وخيرات بلادنا والمتطلعين إلى فرض هيمنتهم ونفوذهم على العروبة والإسلام، والمتطلعين لإسقاط مصر وتركيعها وتقسيمها ولكن هيهات، هيهات، هيهات، لا ولن تركع مصر فإنها المحروسة من الله تعالى والمحفوظة بحفظه عز وجل والمنظور إليها بعين عنايته تبارك في علاه..


إنها مصر حاضنة الإسلام الحقيقي بسماحته ورحمته ووسطيته واعتداله وحاضنة العروبة فهي قلب العروبة النابض، إنها مصر أرض الكنانة وبها خير أجناد الأرض، إنها مصر التي كرمها الله تعالى بذكرها في قرآنه وأشار إليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، منها قوله: "مصر كنانة الله في أرضه"، وقوله لصحابته رضي الله عنهم: "إذا فتحت عليكم مصر فاتخذوا من أهلها جندا كثيفا فهم خير أجناد الأرض"، وقوله: "من أراد مصر بسوء أهلكه الله"، وفي رواية أخرى "قسمه الله"، إنها مصر التي أوصى النبي الكريم بأهلها حيث قال: "استوصوا بأقباط مصر خيرا فإن لكم فيهم صلة ونسبا"، إنها مصر التي حذر النبي من يؤذي أهلها حيث قال: "من آذى ذميمًا فقد آذاني ومن غدر بمعاهد فأنا خصيمه يوم القيامة"..

إنها مصر الحضارة والتاريخ وأول بلاد الأرض، إنها مصر التي ما عادها معادٍ إلا وانكسر على أعتابها وعاد مهزوما ذليلا، إنها مصر بلد أعظم منارة إسلامية شهدها التاريخ وهي الأزهر الشريف الذي صدر علوم الإسلام إلى ربوع الأرض قاطبة، إنها مصر العامرة بالمراقد الطاهرة والصالحين والعامرة بالأولياء وأهل الله، إنها مصر الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة سكينة والسيدة فاطمة النبوية والسيدة نفيسة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا إسحاق المؤتمن زوجها حينما أراد أن يأخذ جسدها الطاهر من مصر، حيث توفيت إلى البقيع بالمدينة المنورة، قال له في منامه: "يا إسحاق دع نفيسة لأهل مصر فإن لهم فيها خير وبركة"، إنها مصر التي بها أقطاب الأرض السيد أحمد البدوي والسيد إبراهيم الدسوقي والسيد أبا الحسن الشاذلي، إنها مصر المحاطة بالأولياء من كل جانب شرقا وغربا شمالا وجنوبا..

إنها مصر صاحبة الشعب الطيب الأصيل الصابر الصبور المرابط إلى يوم القيامة، من أجل ذلك لا خوف على مصرنا الحبيبة، وأقولها بحق إن مصر وشعب مصر على قدر المسئولية والتحدي والمواجهة ومهما كان حجم المؤامرة والكيد والعداء فإننا صامدون وبعون الله تعالى ومدده قادرون على المواجهة والتحدي، وسننتصر لأن الله معنا، وما علينا نحن المصريين إلا أن ندرك مدى خطورة المؤامرة التي نواجهها، وأن نعلم جيدًا أننا نواجه دولًا وليست مجموعة عصابات مأجورة لا دين لها ولا انتماء، إننا نواجه الصهيونية العالمية ومن وراءها أمريكا وبريطانيا ودول غربية أخرى، بالإضافة إلى قطر وتركيا وحماس ومنظمات إرهابية كثيرة مأجورة، يجب أن ندرك هذا جيدا ويجب أن نعلم جيدًا أن حربهم ضدنا هي حرب شاملة، سياسية واقتصادية وإعلامية أخلاقية، حرب لم يتركوا فيها سلاحا إلا وحاربونا به..

من هنا يجب علينا أن نتكاتف ونتعاضد ونتحد ونصبر ونتحمل ونقف بكل حسم وقوة خلف قائدنا البطل الوطني المخلص الحر السيد الرئيس السيسي وجيشنا البطل العظيم وشرطتنا الوطنية المخلصة، ويجب أن نطهر مؤسساتنا من إخوان الشياطين وأزهرنا ووزارة الأوقاف من أصحاب الفكر المتشدد المغلوط وأن نطهر إعلامنا من الفسدة المأجورين، هذا بالإضافة إلى محاربة الفساد والتخلص من المفسدين في كل مكان بأرض مصر ولننتبه جيدًا إلى حرب الشائعات المغرضة ولنواجهها بكل حزم وقوة، وفي الختام رحم الله شهداءنا الأبطال وخالص العزاء لأسرهم الكريمة، وتحيا مصر وستبقى حرة أبية رغم أنف أعداء الإنسانية والحياة والله أكبر سيف الله قاطعهم وكلما علو في مكرهم هبطوا، هبطوا، هبطوا.
Advertisements
الجريدة الرسمية