رئيس التحرير
عصام كامل

طبول الثأر!


تحولت في ساعات قليلة النبرة عند جموع المصريين في كل مكان.. على شبكات التواصل أو خارجه وفي المقاهي والأندية ووسائل المواصلات وكل تجمع بشري من البكاء إلى الدعوة للثأر.. تحولت الحالة بعد استيعاب ما جرى من ارتباك تسبب فيه بعض وسائل الإعلام وبسبب الحزن على من استشهدوا وذهبوا بأرواحهم إلى بارئهم إلى دعوة هائلة في كل مكان للحصول على حقهم والثأر لهم!


هذه الحالة الإيجابية انتقلت من الفعل السلبي إلى السلوك الإيجابي لم يكن سببها فقط حالة الوعي المتصاعدة يوما بعد يوم عند المصريين، إنما سببها أيضا أنهم جربوا على الثأر بأنفسهم.. وجربوا حالة شفاء الغليل عند ضرب معسكرات الإرهاب في ليبيا وكيف ارتفعت المعنويات لتصل إلى عنان السماء منذ تسرب أنباء الضربة حتى قبل صدور البيانات الرسمية!

الرئيس السيسي ربما الأكثر ألما مما جرى.. هو رئيس البلاد وهو العدو الأول للإخوان لكنه أيضا الأكثر حرصا على كتمان أي تحرك لحين إنجازه.. إنه يفعل ذلك في إتمام المشروعات التنموية ثم الإعلان عنها ومفاجأة الناس بها بعد إنجازها والانتهاء منها.. فما بالكم بأي عمل من شأنه أن يريح الناس ويثأر للشهداء؟!

حتى في المرة السابقة التي أعلن فيها أن ما جرى ضدنا لن يمر مرور الكرام لكنه لم يشر من قريب أو من بعيد إلى مكان ضربته ولا حتى إلى اتجاهها.. واعتقادنا وطبقًا للخبرة بسلوك الرئيس منذ 2012 حتى اليوم يمكن التأكيد على أنه لن يسمح بأن تظل مطالب الناس معلقة في الهواء.. واعتقادنا أن الثأر هذه المرة سيكون أعنف وأقسى وأشد مرات ومرات واعتقادنا أيضا أن الخيارين المطروحين التأخير قليلا مقابل مزيد ومزيد من المعلومات خلاف المتوفر وهو كثير.. أو التعجيل ليكون الربط بين رد الفعل والفعل تلقائيا!

على كل حال المصريون ينتظرون.. لن يلهيهم شيء ولا حتى فوز الأهلي على النجم التونسي.. إذ إن الفرحة المبالغ فيها بفوز الأهلي أمس ليست إلا رغبة جماعية في البحث عن أي نصر حتى ولو على سبيل "التصبيرة" في انتظار تحقق النصر الأكبر!
الجريدة الرسمية