رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

خيانة المثقفين.. «فلان نموذجًا»!!


دعْكَ منْ "خيانةِ المثقفينَ"، التي تحدّثَ عنها "إدوارد سعيد"، أو "جوليان بندا"، أو "باسكال يونيفاس"، فهم قصدوا مفاهيمَ ومعانى أخرى للخيانة، أنا لا أقصدُ المواقفَ السياسيةَ والوطنيةَ لهذا المثقفِ أو ذاكَ، فكلُ إنسانٍ حُرٌ في رأيِه ومذهبِه وعقيدتِه وأيدلوجيته، وليسَ من حقِّ غيرِه المزايدةُ عليهِ أو تنصيبِ نفسِه وليًّا عليهِ، ولكن ما أرنو إليه هو "صمتُ بعضِهم عن دفعِ الباطلِ أو نُصرةِ الحقِّ"، والحقُّ والباطلُ اللذانِ أقصدُهما ليسا لهما أدنى علاقةٍ بـ "السياسةِ ونُظُم الحكمِ"، وإنما بـ" الحقائقِ التاريخيةِ والدينيةِ"، طمعًا في الإبقاءِ على صداقةٍ متعددةِ الفوائدِ، أو رغبةً في الحصولِ على مصلحةٍ رخيصةٍ، أو رهبًا من المجهولِ.


خذْ مثلًا الدكتور "سعد الدين هلالى"، والدكتور "يوسف زيدان" نموذجًا، وكلاهما يتناوبُ على الظهورِ في برنامجٍ واحدٍ واسعِ الانتشارِ وبرامجَ ومُلتقياتٍ أخرى، وكلاهما يحرصُ مع كلِّ إطلالةٍ جديدةٍ، على أنْ يصدمَ المشاهدين ببعضِ الأكاذيبِ والقصصِ الشائهةِ والتائهةِ والمروياتِ الضالةِ والمُضلةِ ومُخالفةِ المُتفقِ عليهِ منْ أهلِ العلمِ والاختصاصِ، كلاهما يراهنُ على أننا "شعبٌ لا نقرأُ، وإنْ قرأنا لا نفهمُ"، وكلاهما يفعلُ ذلك ليبدو في صورةِ "العالمِ المتفردِ الذي أتى بما لم يأتِ بهِ الأوائلُ"، حتى يبقى في بؤرةِ الضوءِ، ويخرجَ منْ ستوديو إلى آخر، بحثًا عن مغنمٍ مادىٍّ، وربما ينالُ "تكريمًا خارجيًا" لا يذهبُ إلا إلى منْ يحذونَ حذوَهما.

أوَ ليستْ هذهِ خيانةً ممقوتةً؟ الأمرُ لا يقتصرُ عليهما بطبيعةِ الحالِ، بلْ يمتدُّ إلى منْ يمتنعونَ عن الردِّ عليهما، وكشفِ آلاعيبهما الواضحةِ، اعتقادًا منهم أنَّ هذا هو "النموذجُ المطلوبُ والمرغوبُ والمأمونُ".

مؤخرًا.. قالَ "زيدان" كلامًا مغلوطًا بحقٍّ شخصياتٍ لعبتْ دورًا بطوليًا في تاريخِ مصرَ والإسلامِ، وقالَ كلامًا سيئًا بحقِّ القرآنِ الكريمِ، واصطنع آياتٍ وهميةً، ما أنزلها اللهُ في كتابِه المبينِ، معتمدًا على جهلِ مُحاورِه بأمورِ الدينِ. "زيدان" كانَ يعلمُ علمَ اليقينِ، أنَّهُ يكذبُ "كذبَ الإبلِ"، عندما ادّعى أنَّ للقرآنِ الكريمِ " 11 ألفَ قراءةٍ، ولكلِّ قراءةٍ معنى مُغايرًا ومختلفًا"، فهذا ليس مجالَه ولا تخصصَه ولا دربَه، ولا وجودَ له في "المخطوطاتِ إياها!!"، ورغمَ ذلكَ خرستْ الألسنةُ وسكتَ الجميعُ عنْ الكلامِ المُباحِ خوفًا وطمعأ ورغبًا ورهبًا، غيرَ أنًّ ما يجعلُ النفسَ تهدأُ ولا تجزعُ إيمانُها التامُّ بقولِه تعالى: "ومكرُ أولئكَ هو يبورُ".
Advertisements
الجريدة الرسمية