رئيس التحرير
عصام كامل

سر النشاط الإرهابي


ما دمنا ليست لدينا معلومات مدققة ومؤكدة حول ما حدث في عملية الواحات، فإننا لا نستطيع أن نتصدى بالتحليل واستخلاص النتائج والدروس الآن، ومن يفعل ذلك يضلل الناس لغرض في نفس يعقوب، سواء للظهور بمظهر أبو العريف، أو لتصفية حسابات سياسية، ولكننا في ذات الوقت نستطيع بدون تجنٍ على الحقيقة أن نرصد نشاطا إرهابيا ملحوظا ومكثفا خلال الأسبوع الأخير، حيث جرت عمليات إرهابية ومواجهات مع الإرهابيين في سيناء وخارجها، أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا والشهداء في صفوف قواتنا المسلحة وقوات الشرطة.


وثمة أسباب شبه جاهزة يقدمها البعض لتفسير هذا النشاط الإرهابى في بلدنا خلال هذه الفترة، وفى مقدمة هذه الأسباب أن الانتخابات الرئاسية قد اقترب موعدها، والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان تبغي التأثير فى الموقف الانتخابي للرئيس السيسي، أو إضعافه انتخابيًا، وتقليص تأييد الناخبين له، فضلا عن أن هذه الفترة تشهد أيضًا الكثير من الافتتاحات لعدد من المشروعات الكبيرة، مع دعم قواتنا المسلحة بأسلحة جديدة مهمة، والتنظيمات الإرهابية تريد التشويش على ذلك، وصرف انتباه الرأي العام عنه، وهنا يذكرنا هؤلاء بتأجيل تدشين مشروع مدينة العلمين الجديدة بسبب ما حدث في الواحات.

ولا ينازع أحد في ذلك، ولكن علينا أن ننتبه إلى أن الإرهابيين ما كان في مقدورهم القيام بكل هذه العمليات الإرهابية إلا بعد أن تمكنوا خلال الفترة الماضية من إعادة تنظيم صفوفهم وتدعيم عناصرهم بالأسلحة والمعدات، وأيضًا تمكنوا من الحصول على دعم لوجستي كبير، وهذا يعنى أن السبب الأول والأهم للنشاط الإرهابي الذي شهدته بلادنا خلال الفترة الأخيرة هو تمكن الإرهابيين من استعادة بعض من قوتهم، وتعويض الخسائر الفادحة التي ألحقتها قواتنا المسلحة وقوات الشرطة بهم، وهنا علينا أن نبحث ونتقصى كيف حدث ذلك، وكيف نمنع هذه التنظيمات الإرهابية من تعويض خسائرها، وإعادة تنظيم صفوفها، حتى نستطيع تصفيتها كاملة، ونقلل من ضحايانا، وهذه ليست فقط مهمة من يقاتلون الإرهابيين على خط المواجهة، ولكنها مهمة أجهزة عديدة، منها المهتمة بجمع المعلومات ومنها أيضًا المنوط بها مواجهة التطرف الدينى.
الجريدة الرسمية