رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإرهاب.. ووجع الخيانة!


علينا في هذه اللحظة المؤلمة أن نعترف بأن المواجهة الأمنية وحدها مع الإرهاب ليست كافية، فقد استشهد عدد ليس بقليل من قوات الأمن على أرض الصحراء الغربية في الواحات أثناء مطاردة بعض شياطين الجماعات الضالة التي تدعمها أجهزة مخابرات ودول لا تريد لهذه البلاد أمنًا أو استقرارًا أو أن يحيها شعبها في سلام، ويعاود بناء وطنه بعد سنوات عجاف.


المواجهة مع الإرهاب لا بد أن تتحول إلى "قضية شعب" فليس خافيًا أن البعض انتقد ذهاب الضباط والجنود إلى هذه المنطقة الصحراوية الوعرة لتوجيه ضربة للإرهابيين، وفى هذا لوم غير مقبول لمن قدموا دماءهم وحياتهم فداء لوطنهم، وأراها خيانة في وقت تصر فيه الدولة في حربها على الإرهاب على استئصاله ويعكس عدم تقدير لآلام أسر الشهداء بما يزيد أوجاعهم.

صحيح أن من حق البعض أن يتحدث عن الأخطاء التي أدت إلى استشهاد عدد من الضباط والجنود ومحاسبة المسئولين عنها، غير أن هذا الأمر تحسمه التحقيقات والتي سوف تكشف عن تفاصيل ما جرى، وعليه لا ينبغي أن نستبق الأحداث أو أن يسير بعضنا في ركب الحرب النفسية التي يقودها من لا يريدون الخير لمصر من أجل إضعاف الهمم وبث الخوف في النفوس.

إن تحول الحرب على الإرهاب من مواجهة أمنية إلى مواجهة مجتمعية شاملة هو الحل الوحيد لاجتثاث الإرهاب والإرهابيين والتصدي للقتل والدمار وإشاعة ثقافة الموت، وفي موازاة هذا ينبغي ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية والاستعانة بالتقنيات الحديثة في أساليب التحري والاستدلال وجمع المعلومات، والتي تحول دون وقوع مثل هذه الجرائم الإرهابية.

وأتصور أن الحكومة ينبغي أن تراجع استراتيجية محاربة الإرهاب بسرعة وتتخذ التدابير اللازمة لمواجهة التحديات، فضلا عن القبض على المنفذين وتقديمهم للعدالة، وليس مزايدة لو قلنا إن قلوب المصريين لم تعتد تحتمل المزيد من مواكب الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تراب الوطن وأمنه وأمانه، كما أنه أصبح من الضروري إعلان الحقائق للناس والتصدي بقوة وبمنهج مختلف لدعاة الفوضى والقتل، وهذا لا ينفي أن مصر تتعرض لمؤامرة تستهدف وحدتها وجيشها وشرطتها، وأن المتآمرين لا يتحركون إلا ضد دولة قوية يريدون لها أن تتحول إلى أشلاء، ولكن الله غالب على أمره.. عاشت مصر وعاش شعبها.
Advertisements
الجريدة الرسمية