رئيس التحرير
عصام كامل

صفية العمري: لم أعتزل الفن.. وأرفض الظهور بأعمال لا تليق باسمي

فيتو

  • رحيل شقيقتي سبب اعتذاري عن تكريم مهرجان الإسكندرية
  • حسين فهمي "عشرة عمر" ولن يتكرر وعمر الشريف عالمي
  • لن أشارك في أي عمل غير مقتنعة به من أجل المال ولم أجد ما يليق بي حتى الآن

اختار مهرجان الإسكندرية في دورته الـ33 الفنانة الكبيرة صفية العمري لتكريمها عن مجمل أعمالها، ورغم أن العمري اعتذرت في بداية الأمر عن المشاركة في المهرجان، واستلام درع تكريمها فإنها عدلت عن قرارها وشاركت فيه.
"العمري" كشفت لـ"فيتو" أسرار ابتعادها عن الساحة الفنية، وتحدثت عن ذكرياتها مع نجوم الزمن الجميل، وعلاقاتها بالفنانين الراحلين أحمد زكي وعمر الشريف.. وإلى نص الحوار: 


لماذا اعتذرت في البداية عن تكريم مهرجان الإسكندرية؟
في الحقيقة اعتذاري كان نهائيًا، بسبب وفاة شقيقتي، ومروري بظروف تعد هي الأقسى في حياتي، وكانت حالتي النفسية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، نظرًا لفقداني جزءًا من قلبي، فلم تكن شقيقتي بل كان هناك تعلق كبير بها، وهو الأمر الذي أشعرني بأن الحياة توقفت بي، لكن بمرور الوقت تحسنت الأمور بعض الشيء، وتراجعت عن قرار اعتذاري وتشرفت بمشاركتي في مهرجان كبير بحجم الإسكندرية السينمائي، وأشكر الأمير أباظة رئيسه على دعوته لي.

لماذا اختفت صفية العمري عن الأعمال السينمائية أو الدرامية؟
بكل صراحة أنا أحترم فني وتاريخي وجمهوري، وهناك العديد من الأعمال الفنية تعرض على سينما ودراما، لكن هناك خطوة اعتدت عليها منذ بداية مشواري الفني، وهي عدم المشاركة في الأعمال من أجل المال، فالبعض يشارك من أجل عدم التعثر ماديًا، وهو أمر مطلوب في بعض الأوقات، لكنني مهما كانت الظروف لن أشارك في أي عمل غير مقتنعة به من أجل المال.

ماذا عن ذكريات صفية العمري مع هذا المهرجان؟
في الواقع مهرجان الإسكندرية السينمائي له ذكريات جميلة في ذهني، حيث شاركت فيه سابقًا، ولم تكن مشاركة فقط لكنني حصلت على جائزة أيضًا عن فيلم «عتبة ستات» عام 1995، وكان هذا التكريم له طعم خاص، وحتى الآن سأظل أتذكره لعشقي الكبير لهذا المهرجان، خصوصًا أنه يقام في مدينة ساحرة ولها معزة كبيرة في قلبي.

ماذا يعني لك التكريم بشكل عام؟ وهل التكريم في مصر يختلف عن الخارج؟
الكثيرون يعتبرون التكريم للفنان الذي تقدم في العمر هو لمسة وفاء، لكن الحقيقة أن التكريم هو دفعة وشكر على اجتهاده ونجاحه في عمله، والتكريم بشكل عام يعطي حافزا لي على الاستمرار والمواصلة، ويجعلني أختار أعمالي بعناية أكثر حتى أتخطى نجاحي بنجاح أكبر، أما التكريم في مصر فله مذاق خاص، حيث إنها بلدي التي نشأت فيها، وبدأت مشواري وحياتي وذكرياتي وكل شيء فيها.

هذه الدورة حملت اسم حسين فهمي.. ما طبيعة العلاقة بينكما؟
حسين فهمي من النجوم الذين شاركوني بدايتي الفنية، وشهد معي أجمل أيام من سفر وإرهاق ونجاح، فالملخص عن حسين أنه صديق الكفاح كما يقال، ورفيق الدرب، وسعدت باختياره ليكون نجم المهرجان، لأنه بالفعل يستحق فهو فنان ملتزم وجدير بهذا الاختيار، وأتمنى له المزيد من النجاحات في الفترة المقبلة، ومن وجهة نظري أنه لن يتكرر.

فيلم "المواطن مصري" جمعك بالنجم عمر الشريف.. حدثينا عن ذكريات هذا العمل؟
عمر الشريف نجم عالمي بالأفعال وليس بالكلام فقط، واكتسبت منه الكثير من الخبرات على مدار الفترة القصيرة التي تعاونا فيها معًا، ولم يعتمد عمر على نجوميته، حيث كان متواضعا ويحترم الصغير قبل الكبير في موقع التصوير، وكان يحب الاطلاع على كل الأدوار في العمل وليس دوره فقط.

تعاونت صفية العمري أيضًا في مشوارها مع النجم أحمد زكي.. ماذا عن التعاون معه؟
مبتسمة.. أحمد زكي فنان عظيم، وتشرفت بالعمل معه، حيث إننا لدينا الكثير من الذكريات معًا، والعمل معه ممتع وله مذاق خاص، وكنت في غاية سعادتي عندما شاهدت تطوره السريع في أعماله، ونجاحاته التي تخطت كل الحدود، فكان لي شرف صداقته على المستوى المهني والشخصي.

حدثيني عن مشهد الضرب في فيلم "البيه البواب"؟
هذا المشهد تحديدًا من المشاهد التي لم أنساها طوال مشواري الفني، لتأثيره على، نظرًا لصفع أحمد زكي لي على وجهي في مشهد كان يتطلب ذلك، وعلى الرغم من موافقتي فإنني شعرت بألم كبير، خصوصًا أنه كان مندمجًا أثناء ضربي، وهو ما عاد بالأثر الإيجابي على المشهد والسلبي على وجهي.

هل حددتِ وقتًا للاعتزال؟
إطلاقًا فأنا محبة للفن وعاشقة له، ولا أفكر في هذا القرار نهائيًا هذا الوقت، وأعتقد أنني لن أفكر فيه ما دام لدى القدرة على المشاركة، وهذا هو السبب الوحيد الذي من الممكن أن يتسبب في ذلك.

لديك ولدان كيف تتواصلين معهما نظرًا لإقامتهما خارج مصر؟
بالفعل أحمد ووليد يعيشان في أمريكا، وأحيانًا يأتيان إلى مصر في إجازات للزيارة تستمر لأيام قليلة، لكنني أتواصل معهما بشكل شبه يومي على الهاتف أو الإنترنت، وأتمنى أن يعطيهما الله الصحة والعافية وأن أراهما دائمًا في أحسن حال.

أخيرًا.. ماذا عن أعمالك المقبلة؟
بكل صراحة أعلم جيدًا أنني متغيبة عن جمهوري منذ فترة طويلة، وأقرأ حاليًا عددا كبيرا من السيناريوهات، لكنني لم أجد ما يليق بصفية العمري حتى الآن، ولن أقبل إلا بالعمل الذي أراه لائقًا، فالأفضل- من وجهة نظري- أن أغيب عن جمهوري فترة وأعود بعمل يجدونني فيه ويحبونني، على أن أظهر بشكل متكرر بأعمال لا تليق باسمي، وأصغر في نظرهم، فاحترام الجمهور هو النجاح الحقيقي لأي فنان.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية