رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نعم الباز تكتب: أصبحت الكتابة أرملة

فيتو

في جريدة الأخبار وفي أكتوبر عام 2011 كتبت الصحفية نعم الباز مقالا تنعى فيه الكاتب الصحفي أنيس منصور (رحل في مثل هذا اليوم 21 أكتوبر 2011) قالت فيه:


الكتابة عند أنيس منصور علم وفن وفلسفة وبساطة توصل أصعب المفاهيم لمن يستطيع أن يفك الخط.
الكتابة أصبحت أرملة لأنه كان يعكف ساعات وساعات لا يفارق القلم، ولا تفارقه الأفكار الخارقة والفارقة يتدفق بها لقرائه.
أنيس منصور هو الكاتب المصري الجالس القرفصاء، وهو رمسيس الثاني صاحب الصولجان والفتوحات، وهو توت عنخ آمون بالصبا والغموض.

كل هؤلاء على سن القلم، وفي جوف العقل، هو الموصل الجيد لأعمق النظريات الفلسفية للفلاح الجالس تحت الشجرة، وللأستاذ الجالس فوق كرسيه في أعظم الجامعات.. نفس الفكرة ونفس العمق ولكن بجهد عقلي وسلاسة الكلمات يوصل ما يريد من معرفة لمن يريد من البشر.

أنيس منصور الطالب في المنصورة الثانوية، يكتب المقالة ويضعها في جيب زميله جمال الباز المسئول عن المجلة، ويفاجأ الباز بعملاق يكتب على استحياء فيجري خلفه ويطلب منه كتابة مقال دائم بمجلة المنصورة الثانوية.

وبذلك يصبح أنيس منصور نجما وهو طالبا وتسكنه الكتابة فيهرب إلى قسم الفلسفة بكلية الآداب ليكون أحد أبرز من فيها ويصل إلى كرسي التدريس.

لكن يكتشفه عملاق الصحافة علي أمين بعيني جواهرجي ليصبح نجما في أخبار اليوم، ويرحل وقلمه في قلبه وعقله في رحلة المائتي يوم حول العالم ويعود رئيسا لتحرير مجلة "الجيل" وأسعد بأستاذيته ثم يحلق في أرجاء كل إصدارات أخبار اليوم باصما بقلمه وعقله رئيسا لتحرير آخر ساعة، هي، أخبار اليوم والأخبار.

كان معلما بسيطا رائعا متدفقا لتلاميذه، ويخرج من أخبار اليوم محلقا إلى سماء الصحافة مؤسسا لمجلة أكتوبر، ثم مستقرا في مواقفه ومواقفنا في "الأهرام".

عاش منفردا بفلسفته وكتاباته لذلك لا يمكن أن يموت فقد ترك رصيدا متألقا ونور القبر يسبقه علم ينتفع به.. وما هو رحيلك يا أستاذ أنيس يترك الكتابة أرملة. 

عشت نجما ورحلت نجما ساطعا في سماء الصحافة والفكر وملكا متوجا على وجدان القراء.
Advertisements
الجريدة الرسمية