رئيس التحرير
عصام كامل

بعد سقوط 14 شهيدا بالواحات.. «عشماوي» العقل المدبر لهجمات الصحراء الغربية.. قاد «بيت المقدس الثالث» في مذبحتي أقباط المنيا وكمين الفرافرة.. وهذه علاقته بـ«القاعدة بالمغرب الإس

قوات الامن -صورة
قوات الامن -صورة ارشيفية

سقط 14 شهيدا من قوات الشرطة، وأصيب آخرون، في تبادل لإطلاق النار بين قوات الشرطة وخلية إرهابية، عند الكيلو 135 بطريق الواحات، التي تمتد إلى الأراضي الليبية، من خلال الصحراء الغربية.


التحول السريع للجماعات المتشددة من سيناء إلى الصحراء الغربية، يهدف إلى تشتيت تركيز القوات المصرية، من أقصى إلى أقصى، وخلق أكثر من جبهة للمواجهة على فترات متقاربة.

اقرأ أيضا.. تفاصيل 4 ساعات دامية بين الشرطة وخلية الواحات الإرهابية

العمليات التي تنفذها الجماعات المتطرفة في الصحراء الغربية، تعتبر أكثر تنظيما، وأقل من ضرر للجماعات المتطرفة، وذلك لطبيعة المنطقة التي تسهل هرب العناصر المشاركة إلى الداخل الليبي وخاصة مدينة «درنة»، عبر «المدقات الجبلية».

درنة الداعشية
ومدينة «درنة» تقع على ساحل البحر المتوسط شمالي شرق ليبيا، على خط طول 32.45، وخط عرض 22.40، يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر، ويفصلها عن الحدود الغربية لمصر 200 كيلو متر، كما تبعد 200 ميل عن الشواطئ الجنوبية لأوروبا، وفي نوفمبر 2014، وسيطر «داعش» عليها، وجرى رفع رايات التنظيم السوداء فوق الأبنية الحكومية، واستخدام ملعب كرة القدم في المدينة كساحة لتنفيذ الإعدامات، وبلغ عدد مقاتلي التنظيم فيها 800 شخص، يديرون 6 مخيمات بأطراف المدينة، ويجري تدريب عناصر من مختلف دول شمال أفريقيا بها.

اقرأ أيضا.. الداخلية تكشف تفاصيل الاشتباكات مع العناصر الإرهابية في الواحات

ورغم سيطرة «داعش» على «درنة»، إلا أن الصحراء الغربية ينشط فيها ما يسمى تنظيم «أنصار بيت المقدس الثالث»، التي يتولاه الهارب هشام عشماوي، «ضابط سابق بالجيش المصري، اسمه بالكامل هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم»، وأسس الخلية بعد انشقاقه عن إرهابي سيناء، بعد خلاف على مبايعة أبوبكر البغدادي، زعيما لتنظيم «داعش» الإرهابي.

تنظيم «عشماوي» أو ما يسمى «بيت المقدس الثالث»، ضالع في هجوم المنيا الإرهابي، الذي أسفر عن مقتل 29 قبطيا، أثناء رحلتهم إلى دير الأنبا صموئيل في الصحراء الغربية.

«عشماوي»، المعروف بـ«أبو عمر المهاجر»، والمطرود من الجيش المصري في 2012، أصبح زعيما للجماعات الإرهابية في درنة، وتضم خليته 4 ضباط شرطة مفصولين من الخدمة، وآخرين من الجيش.

ضلع تنظيم «بيت المقدس الثالث» في أغلب الهجمات الإرهابية التي حدثت، بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وقضية «عرب شركس»، كما اتهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014، والتي قتل فيها 22 مجندا بالجيش، واتهم أيضا بالمشاركة في استهداف الكتيبة 101 في شهر فبراير 2015 بعد اقتحامها.

سرت.. مركز التدريب
ويتخذ التنظيم مدينة سرت الليبية مركزا لتدريب عناصر التنظيم، والمستقطبين حديثا؛ لتجنب الرصد الأمني، فيما يتولى «صبري النخلاوي»، واسمه الحركي «أبو محمد»، مسئولية تسفير عناصر التنظيم لمعسكر التدريب بليبيا؛ لإعدادهم بدنيا، والتدريب على استخدام كافة أنواع الأسلحة والمتفجرات، وحرب العصابات؛ تمهيدا لعودتهم للبلاد لارتكاب جملة من العمليات الإرهابية المتصلة، التي تستهدف ضباط وأفراد القوات المسلحة والداخلية والمنشآت العسكرية والشرطية المهمة والأكمنة والتمركزات الأمنية الثابتة والمتحركة.

«عشماوي» يشرف أيضا على خلية الوادي الجديد، متخذا اسما حركيا؛ «شريف» و«أبو مهند»، وهناك شكل مجلس شورى لخلية الوادي الجديد، وقام «عشماوي» بتقسيم عناصر مجموعته إلى ثلاث مجموعات؛ لتجنب الرصد الأمني، هي: المركزية، والصحراء الغربية، والإسماعيلية والشرقية.

وأسند «عشماوي»، مسئولية منطقة الصحراء الغربية إلى القيادي، السيد حسانين، واسمه الحركي «شعبان»، ويضم تحت قيادته وإشرافه 36 متهما.

القاعدة بالمغرب الإسلامي
«خفافيش» الصحراء الغربية، موالية لتنظيم «القاعدة بالمغرب الإسلامي»، المكون من كتيبة «الموقعون بالدم» التي يقودها الجزائري مختار بلمختار، وجماعة «التوحيد والجهاد» في غرب أفريقيا، ويقود «عشماوي» فرع التنظيم في ليبيا، ومنه إلى الصحراء الغربية.

ومن المعروف أن ما يسمى بتنظيم «القاعدة بالمغرب الإسلامي» مدعوم وممول من الدوحة، وهو ما أظهرته تقارير استخباراتية بعد العملية التي عرفت بـ«عين أميناس الإرهابية بالجزائر».

والمتتبع لـ«القاعدة بالمغرب الإسلامي»، الذي يدعو إلى «تحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي - الفرنسي والأمريكي تحديدا- والموالين له من الأنظمة، وحماية المنطقة من الأطماع الخارجية وإقامة دولة كبرى تحكم بالشريعة الإسلامية»، يسهل عليه معرفة أيديولوجية تنظيم «بيت المقدس الثالث»، الذي ينشط في الصحراء الغربية، القائمة على تكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه، وتكفير أفراد القوات المسلحة والشرطة، واستهدافهم في عمليات عدائية، واستهداف المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال ممتلكاتهم ودمائهم واستهداف المنشآت العامة والحيوية، خاصة التابعة للأجهزة الأمنية منها.
الجريدة الرسمية