حاسبوا أنفسكم أولا!
المذيعة لم تكن وحدها هي التي أخطأت في حق ضيفها الدكتور عاصم الدسوقي، هناك طابور طويل ممن يشاركونها هذا الخطأ، يضم كل الذين أَعدوها لتظهر على الشاشة الصغيرة أمام المشاهدين، وكل من يسهمون في الإعداد وإدارة القناة، مشكلة معظم، وليس بعض إعلاميينا وصحفيينا أنهم لم يجدوا من يدربهم ويرعاهم ويعلمهم أصول المهنة وآدابها، ولذلك هم معذورون، نحن نطلب منهم شيئا لم يتعلموه ولم يتدربوا عليه، ونحاسبهم على أخطاء لا يعرفون أنها أخطاء، بل وأحيانا خطايا، وربما يتصورن أنها شطارة إعلامية وذكاء إعلامي.
لذلك حاسبوا أنفسكم أيها الإعلاميين الكبار قبل أن تحاسبوا مذيعة شابة حديثة العهد بهذه المهنة التي لها أصولها وآدابها التي لا تعرفها ولم يعلمها أحد بها ويدرّبها عليها، هي والعديد من أقرانها في الصحافة والإعلام، ولعل ذلك ينبه السادة الذين يديرون الإعلام والصحافة في بلادنا إلى أهمية تدريب شباب الصحفيين والإعلاميين، حتى وإن كان بعضهم يتصور نفسه الآن أنه صار من النجوم ولا يحتاج إلى تدريب، إن وضع مواثيق شرف إعلامية وصحفية أمر مهم، لكن الأهم تدريب الصحفيين والإعلاميين على أصول وآداب المهنة، بالمهنية سوف نتخلص من الأغلب الأعم من أمراض الصحافة والإعلام.
