رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلام وصورتنا في الخارج


لا شك أننا نتابع مشادات كلامية كثيرة في البرامج الحوارية تنهي الحوار بصورة غير لائقة، ولا شك أن عدم معرفة الدور الموكول للضيف في الحوار الإعلامي وعدم الترتيب من المعد يؤثر على العمل، لأن مهام المهنة يترتب عليها مسؤوليات، وإن لم نعرف هذه المهام بالتوضيح اللازم وبدقة فإن القائم بالعمل يتصرف طبقا لوجهة نظره التي لا يمكن أن تتطابق مع مهام مهنته.


إن المهام المعروفة للمذيع أن يقوم بالحوار، حوار يبرز النقاط الرئيسية لأي موضوع الذي يدور حوله اللقاء، ومن اسمه حوار أي إنه لا ينتهي عند طرف واحد إنما هو حديث بين طرفين أو عدة أطراف، ينسق بينها بحرفية ليحدث تناغما يؤثر على إظهار الحقائق ووجهات النظر، وفي كل الأحوال لا ينتهي في النهاية إلى إثبات صحة شيء من عدمه، إنما حديث ثمرته هي إلقاء الضوء على موضوع معين ومعرفة كل وجهات النظر فيه.

إذ إن المتابع لا يكتفي بما استقاه من هذه البرامج بقدر ما يلجأ إلى مصادره الخاصة التي يثق بها وسط الزخم الإعلامي الكبير وقلة الثقة في الأخبار والتحقيقات مع كثرة القنوات والبرامج، مما أفقد الثقة في الرسالة الإعلامية وأصبح المشاهد وسط حيرة من الأمر.

للأسف حين لا يعرف المذيع مهام المهنة فلا يكون حياديا حيث يحكم على الأمر من وجهة نظره بل ويبحث عن الحقائق والبراهين التي تؤكد كلامه، وتصبح مشكلة مع تكرار برامج التوك شو، حيث أصبح المذيع المتحدث ويصدر الأحكام في الحال، مع أن الأحكام لا يتم إصدارها إلا بعد بحث وسؤال ومعرفة الظروف المحيطة، إلا أن رهبة الكاميرا وحب إظهار السيطرة كفيل بأن يهزم أي إنسان حين يود أن يقوم بالسيطرة وقت أن يشعر بأن الأمور لم تعد تحت السيطرة.

لا بد ألا يكون مقدم البرامج حكما، إنما هو في مهمة حوار، دون الانزلاق في مطب حب إظهار السيطرة، بل لا بد من الـتأكد من رسم مسارات الحوار وكيف يمكنها استبدال مسار بآخر دون الاصطدام، ولعل محاولة الوصول لنتيجة مثمرة هو أقصى ما يتمناه المشاهد، إذ ماذا يفيد المشاهد من انتهاء الحوار بصورة سلبية.

العالم كله يرانا ويسمعنا وصورتنا في الخارج أساسها هذه البرامج، لذا نريد أن تظهر مصر بالصورة اللائقة عَلنا جميعا نجني ثمرة ذلك حين نسافر للخارج، لنرى كيف رسمت لنا البرامج صورا لا تتناسب مع ثقافتنا وحضارتنا.
الجريدة الرسمية