رئيس التحرير
عصام كامل

أبو طقة يكتب: أحلى من الشرف مفيش.. يا آه يا آه

فيتو

كنت قاعد على القهوة ساعة مغربية.. وهذه عادتى كل يوم جمعة انزل في وقت الغروب لتناول فنجان قهوة وحجرين معسل متدبرا المارة متأملا وجوه جيرانى ممن لا أراهم طوال الأسبوع إلا في هذا اليوم وهذه الساعة، حيث لا أفكر في الشغل ولا أي شيء سوى الفراغ الذهنى واللا شيء.


إلا أن ولدا (مفعوص) اخترق هذه الخصوصية التي يمنحنى إياها جيرانى وأصدقائى وقال لى: هو أنت ليه كدا ياعمو أبو طقة بتحب تقعد مع نفسك كل يوم جمعة ولا تكلم أحدا؟!
فقلت له: وانت مال أمك أنت؟!.. أنت ابن مين ياض؟!
فقال: أنا ابن الأستاذ محمود مدرس الفرنساوى.
قلت: مين أمك يعنى؟!
قال: أمى «فاتن» أستاذة العلوم في المدرسة اللى قدام حضرتك دى.
قلت: آه عارفها.. دى ست ملهاش حل.
قال: يعنى إيه الكلام ده!
قلت: ماتاخدش في بالك.. ابقى سلملى على أبوك.

وهنا قال لى الولد الشقى.. أنا بشوفك دايما بتعارض الحكومة مع أننى استمع للمذيعين وضيوفهم من كبار التجار يقولون إن الوطنية هي أن نقف مع الحكومة.. ويصفون المعارضين مثلك بالخونة.. ويصفون بعضهم بالنزاهة والشرف.. فهم بالفعل أعضاء في الغرف التجارية ويصرون على أن زيادة الأسعار لا ذنب لهم فيها.
قلت: ومين قالك يا ابنى إننا ضد الحكومة.. إحنا بنعارضها علشان نقومها مش علشان نقاومها.
قال: طب ليه أنت فقير والناس اللى بتمدح في الحكومة أغنياء؟!
فقلت له: شوف يا مفعوص أنت.. أنا هحكيلك حكاية وأنت ابقى افهم منها براحتك.. ولو مافهمتش ابقى احكيها لأمك بتاعت الفرنساوى دى وهى هتفهمك.
قال: بابا هو اللى بتاع فرنساوى مش ماما
قلت: طب اسمع الحكاية

«كان فيه ست فرنسية تركب قطارا متجها إلى إنجلترا.. وكان يجلس بجوارها رجل بريطانى عائدا من فرنسا إلى بلده إنجلترا، فلاحظ الرجل أن السيدة الفرنسية تجلس متوترة.. فسألها: أنتِ قلقانة كدا ليه يا ست الكل؟!
فقالت: أنا أحمل معى دولارات فوق المصرح به وهى 10،000 دولار.. وأخاف أن يأخذوها منى في بريطانيا.
فقال الإنجليزي: خلاص يا ستى دى بلدى وأنا أدرى بيها.. اقسميها بيننا فإذا تم تفتيشك وجدوا معك خمسة آلاف فقط وأكون أنا مررت بالخمسة الأخرى.. وحتى إذا احتجزوكى فاعطينى عنوانك اللى هتنزلى فيه بلندن كى أعيدها لكى فيما بعد.
بالفعل أعطته عنوانها بعد اقتناعها بالفكرة.. وعند التفتيش مرت من الشرطة بدون أي مشكلات.. وهنا صاح الإنجليزى يا حضرة الضابط هذه المرأة تحمل عشرة آلاف دولار نصفها عندى والنصف الآخر معها وأنا لا أخون وطنى فقد تعاونت معها لأثبت لكم حبى لبريطانيا العظمى.
وفعلا أعادوا تفتيشها مرة أخرى ووجدوا المبلغ وصادروه.. وشكروا الإنجليزى وعبر القطار لبريطانيا بمفرده.
وبعد يومين أفرجت عنها السلطات البريطانية بعد أن أخذوا منها نصف المبلغ.. وظلت السيدة الفرنسية يأكلها الغيظ من تصرف البريطانى اللعين الذي خانها.. إلا أنها فوجئت به يطرق باب شقتها.. فقالت له دا انت راجل ماعندكش دم.. وكمان جاى لغاية هنا؟!
فناولها ظرفا به 20 ألف دولار وقال لها ببرود: هذه أموالك مع المكافأة.
فاستغربت المرأة من أمره إلا أنه قال لها: لا تتعجبي.. فقد أردت إلهاءهم عن حقيبتى التي بها ثلاثة ملايين دولار.. وكنت مضطرا لهذه الحيلة.
وتوتة توتة فرغت الحدوتة.. ها.. حلوة ولا ملتوتة؟!

فقال الولد المفعوص: يعنى حضرتك عايز تفهمنى أنه أحيانا قد يكون الذي يدعى الوطنية والشرف هو اللص الحقيقي؟!
فقلت له: أحلى من الشرف مفيش يا آه يا آه!!
الجريدة الرسمية