رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

السينما واختلاف وجهات النظر


شهدت مصر خلال الأيام الماضية مهرجاني الجونة والإسكندرية السينمائي، ودارت العديد من المناقشات الساخنة داخل كواليس هذه المهرجانات حول الدور الذي يجب أن تلعبه السينما في الفترة القادمة والمكانة التي يجب أن تحتلها، وما يجب أن تسهم به في بناء مجتمع قادر على مواكبة العصر الحالي بما فيه من تشابكات واختلافات في وجهات النظر، مما قد يؤدي إلى صراعات ليس لها مكان في العالم الثقافي والفكري، وهنا يأتي دور الفنان والناقد القادر على تهيئة الجمهور لتقبل الأمر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالآخر ليس فقط وجهة نظر مختلفة ولكنه أيضًا ثقافة أخرى وخلفية اجتماعية وتجربة إنسانية مختلفة تستحق أن نستمع إليها حتى وإن لم تقنعنا.


ويجب أن نعترف ونواجه أنفسنا أننا على مدى عقود طويلة علقنا أخطاء السينما وتدهور صناعتها على شماعة ذوق الجمهور الذي ادعينا أنه هابط، وألصقنا تهمة الإسفاف بجمهور السينما الشاب، وتناسينا أننا نحن الذين نقدم الإسفاف، تلك المنظومة الخاطئة والكلمة الرتيبة التي تقول "الجمهور عاوز كده" نسفتها هذه المهرجانات، وما قدمته من أعمال ذات مستوى فني رفيع خاصة مهرجان الجونة، ووضعتنا أمام المرآة لأول مرة لنرى أنفسنا بوضوح..

فذلك الشباب الذي اتهمناه بالإسفاف والذوق الهابط وتبارى الكثير من المنتجين بكل وضوح في إبراز هذه الاتهامات لهؤلاء الشباب حتى فاجأنا أنه كان يشاهد هذه النوعية من الأفلام التي كانت تقدم له كجزء من السخرية العامة، من هذا يقدم له أعمالا ساذجة في القرن الـ 21 والدليل على ذلك أنه حتى في السينما الأجنبية عزف الشباب عن مشاهدة أفلام الخيال العلمي والأكشن وحقق شباك التذاكر أرقاما كبيرة للأفلام الاجتماعية والسياسية التي تناقش مشاكلهم، ومن هنا يجب على المهتمين بالإنتاج السينمائي أن يضعوا في الاعتبار أن المشاهد المصري خاصة أولادنا ما بين 16 و24 سنة قد تغير فكره وفهمه بشكل كبير بعد اعتماده على التكنولوجيا التي فتحت له آفاقًا جديدة وعالمًا متغيرًا من حوله ولن يقبل ما يقدم من أعمال ذات فكر مسطح وتخاطب غرائزه فقط.

إن صناع المهرجانات حرصوا على تعزيز التواصل الإيجابي مع متذوقي فن السينما والتعامل مع العمل السينمائي من وجهة نظر مختلفة، وإن هذه المهرجانات أمام جمهور متذوق للفن السابع ويقيم الأعمال الفنية بشمولية وليس بالتقييم التقليدي لذلك قامت هذه المهرجانات بتقديم أعمال ذات مستوى فني راق وفتحت للجمهور ومتذوقي الفن السابع نافذة ساحرة للتعرف على ثقافة وعادات وتقاليد بعض الدول لنتعرف عليها.
Advertisements
الجريدة الرسمية