رئيس التحرير
عصام كامل

رفعت يونان يكتب: «السلام والأرض الوعرة»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ما زال طريق السلام الحقيقي بين الشعوب غير ممهد بالقدر الذي يصل إلى أعلى درجات الأمان كليًا ولو لدولة واحدة فجميع دول العالم بها أراضي مليئة بأشواك التفرقة والفساد وزعامة السلطة والنفوذ والفهم المغلوط للأديان والمعتقدات لفرض التسييس عليها، مما يخرجها من مضمونها الروحي ودفعها بسياسات تساير أي وضع وكثيرًا ما يغلب الشر طابعها لأن أنظمتها تخشى على مصالحها الدنيوية الزعامة الأحادية.


وإن أرادت دولة إصلاح الطرق المعوجة بسبب الفساد والتفرقة والهيمنة وأشواك ومرتفعات الشر تخرج عليها الأفاعي السامة والحراب المتلونة ومكر الثعالب في عباءة الحملان المصلحين بالفتاوى أو النصائح بشراء ذمم ضعاف النفوس مستغلين تواضع الحالة الاجتماعية وحالة الفقر، بسبب أنظمة مريضة جعلت السيد والعبد القوي والضعيف والتمييز بين البشر والتفرقة بين المجتمعات واللعب على وتيرة المؤثرات الاجتماعية والاقتصاد والدين وكل الجوانب التي يعيش عليها كل شعب على حدة.

وأبرز ما يؤثر على تسوية وتطهير الطريق للسلام هو الخوف المرتكز في مخيلة بعض الأنظمة العالمية والعربية والأفريقية لئلا يخرجوا من الهيمنة وتواجدهم على الساحة العالمية مع قوى الفساد والشر الدموي "الإرهاب بكل جماعاته وفصائله" الذي صنعته لهم دول ودويلات شيطانية عظمى أو جزر تابعة لها، فالأرض الوعرة مهما بلغت وعرتها وسوء تربتها يمكن معالجتها وتغيير مكوناتها وهذا لا يتحقق إلا إذا تركنا أماكن المؤتمرات والاجتماعات الفخمة والمنتجعات وانفراد سلطة المال والخوف من طنين قوى الشر وترزي الأفكار المبطنة بزوائد خفية مسمومة يظهر أعراضها بعد فترة من الزمن.

ونتعامل بجدية وحيادية وننزل على الطبيعة ونعالج بالرصد السريع والتسجيل الحقيقي والتقويم والتقييم للناتج على أرض الواقع ، كفانا برامج وأحاديث وحوارات فلقد كثرت أمانينا وأحلامنا وتحقق البعض ما هو لبعد الغد وأما الغد فمجهول واليوم صعب العيش فيه لأنه يحتاج قبضة من حديد بكل جوانب مكونات المجتمع ترتكز ضربتها للقضاء على (التفرقة والتمييز والتعصب والفتنة والفتاوى الهدامة بكل شيء خاصة بمؤسسات الدولة ونريد شفافية ومصداقية في البحث والتحري والمتابعة لأي خطأ أو جريمة أو فساد أو فتنة وتطرف وغير ذلك من حيث الفاعل والمحرض والمساند له والسبب وراء ذلك وأحكام رادعة تنفذ فورًا على أي مجرم أو فاسد مهما بلغ منصبه وشأنه وتعديل أو تغيير أي مادة أو قانون فيهما ثغرات وتضارب مع مواد أو قانون آخر.

قوة وتماسك النسيج الوطني مرتبط بتفعيل المواطنة والدستور وتنفيذ القوانين على الجميع سواسية في كل شيء ومع هذا ما زال غالبية شعب مصر الطيب الأصيل يرى طريق السلام لشعوب المنطقة والعالم يبدأ من هنا أرض السلام " مصر الحضارات وبناء حضارة القرن الحالي فيرى العالم نفسه وحجمه ويعود يتعلم ويعود لرشده وصوابه فحياة الشركة والتعاون والبناء والتعمير بكل مناحي الحياة في الخير تبني السلام ويعم الأمان وتستوي الأرض الوعرة وتموت وتندثر وحوش الفساد والإرهاب ونتنسم عطور الحياة العصرية الأفضل.
Advertisements
الجريدة الرسمية