رئيس التحرير
عصام كامل

النفاق بـ«اللايك والكومنت»


تطور وسائل الاتصالات الحديثة مثلما ساهم في إحداث شرخ كبير في العلاقات الاجتماعية، لكنه في المقابل كان له فضل كبير في كشف حجم النفاق الذي يعيشه المجتمع المصري.


في الماضى القريب كان المنافق في أي مصلحة حكومية عامة أو منشأة خاصة، شخص يسهل التعرف عليه من ملامحه وكانت مواصفات المنافق تنطبق إلى حد كبير مع الشخصية العبقرية التي قدمها الفنان حمدي أحمد في فيلم القاهرة 30 (محجوب عبدالدايم).

محجوب عبدالدايم المؤسسات والشركات وربما الحكومات، بالرغم من صورته السيئة في أعين الزملاء والرفاق، دفعتنا وسائل التواصل الاجتماعى للتباكى على أيامه لكونه شخصية واضحة يعبر عن نفسه دون خجل أو مواربة، يعرف طريقه ويعلن صراحة وسط دائرة معارفه المقربة بأنه يدرك ما يفعل ويعلم ما يريد.

مع دخول المجتمع في عصر الرفاه التكنولوجى، كشفت لنا مواقع التواصل الاجتماعى، أننا نعيش وسط غابة من المنافقين، أنت كمستخدم لهذه المواقع تستطيع بسهولة اكتشاف ذلك بدون مجهود، خلال 10 دقائق فقط هي إجمالى رحلة البحث اليومية، بإمكانك حصر عدد "اللايك" و"الكومنت" أسفل التعليقات التي تتحدد أرقامها بناء على المنصب الوظيفى وتبدأ في التصاعد حسب التدرج بداية من رئيس القسم وصولا إلى رئيس مجلس الإدارة.

المدهش في القصة أن أصحاب هذه المناصب بمجرد تركها وقبل خروجهم من باب الشركة أو المصنع أو الوزارة، تنهار أسهمهم في بورصة نفاق "اللايك والكومنت"، ويتبدل الحال من حصد آلاف التعليقات إلى العشرات، ومع مرور الوقت يجب عليه التوجه بالشكر لله لو تفاعل معه أفراد عائلته، قبل أن يصعقه تعليق صادم يطالبه بالاستغفار للتكفير عن خطاياه في حق مرؤوسيه من شخص كان ينصحه قبل أيام أسفل كل تعليق بالحد من تناول القهوة والتدخين لاحتياج العمل إلى صحته.
الجريدة الرسمية