رئيس التحرير
عصام كامل

نقيب المرشدين السياحيين: حل مشكلة الطيران يجلب 20 مليون سائح لمصر في 2018

فيتو


  • الشركة الوطنية تتخوف من تسيير رحلات ثم يكون أعداد السائحين قليلة
  • عدم نظافة بعض الأماكن ووجود القمامة في الشوارع الرئيسية مشكلة أمام الرواج السياحى
  • الطريق الدائري على ترعة المنصورية حتى مدخل أبو الهول لا يليق بقرية صغيرة نائية
  • خطة لاستقدام 2 مليون سائح للمزارات الدينية في الفترة المقبلة
  • نحتاج مجهودا خرافيا لتجهيز المعالم للسائحين



رحب حسن النحلة نقيب المرشدين السياحيين بمباركة بابا الفاتيكان لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، مشيرا إلى هناك خطة تم وضعها من الوزارات والهيئات المعنية تستهدف استقدام أكثر من 2 مليون سائح للمزارات الدينية في الفترة المقبلة.

النحلة أوضح في حوار لـ "فيتو" أن النقابة قدمت برنامجًا تدريببًا تحت رعاية البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في معهد الدراسات القبطية، وتم تخريج نحو 30 مرشدًا وجار التجهيز مع معهد الدراسات القبطية لدورة أخرى استعدادا إلى استقبال الزائرين لرحلة العائلة المقدسة.. وإلى نص الحوار..

*حدثنا عن سبل استفادة مصر من إحياء مسار العائلة المقدسة؟
أولًا، مسار العائلة المقدسة أو الرحلات الدينية في العالم لها قدسية خاصة والعامل الروحاني يجعل لها تأثيرًا وجاذبية أكبر لسائحي العالم. مثلا لو حدثت مشكلة سياسية مع السعودية وطالبت الحكومة المواطنين بعدم السفر إلى المملكة هل سيمتنع الشعب عن أداء الحج والعمرة بالطبع لا. هذه المسألة تنطبق على مصر مع تفعيل مسار العائلة المقدسة. بمعني أن البرنامج يتحول من كونه مجرد سياحة عادية إلى رحلة حجيج لكل المسيحيين من أنحاء العالم. عدد المسيحيين في العالم يقدر بنحو 2.2 مليار شخص نقصد منهم 1% في الموسم الأول أي نحو 2 مليون سائح تقريبًا. 


وتحول المسار من رحلة سياحية إلى دينية يعتبر بمثابة عامل جذب قوى لسياح العالم لكي يزوروا مصر، خطوة إحياء مسار العائلة المقدسة تصدر رسائل إيجابية لكل سكان العالم أن مصر هي دولة تسامح وتعايش لجميع الأديان وأنها حاضنة الأديان الثلاثة وأم الحضارات والخطوة أيضًا رسالة تؤصل للحضارة المصرية وعظمة الإنسان المصري، وينبغي أن نكون على قدر من المسئولية للاستفادة من الخطوة.


*كيف يتم الإعداد لمسار رحلة العائلة المقدسة؟
مسار العائلة المقدسة اليوم عبارة عن أكثر من 30 موقعًا مرت بها العائلة، المرحلة الأولى التي يتم الإعداد لها تشمل عددا من المواقع منها ما يقع في المنيا وفي شمال الدلتا والمعادي بكنيسة العذراء ومنها في المطرية وفي مصر القديمة بمجمع الأديان. كل الأماكن التي تدخل في إطار المرحلة الأولى ليس بها تنمية سياحية بما عائد على كافة الأماكن وسيكون هناك تنمية حضارية في تلك الأماكن. كما أن عدد السياح سيتزايد من عام إلى آخر. السائح سوف يزور كافة الأماكن الأخرى وبالتالي سيزيد حجم إنفاق السائح وهذا يدعم العملة الصعبة والدخل القومي المصري.


*ما الدور الذي تلعبه النقابة لدعم هذه الخطوة؟
نحن كنقابة عاملة قدمنا برنامجًا تدريبًا تحت رعاية البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في معهد الدراسات القبطية في الكاتدرائية بالعباسية، وتم تخريج نحو 30 مرشدًا وجار التجهيز مع معهد الدراسات القبطية لدورة أخرى.


*ماذا عن تفاصيل البرنامج التدريبي الذي تحدثت عنه؟
هذه الدورة هامة للغاية، وفي تفاصيل المرحلة الأولى من مسار الرحلة تم اختيار 8 محطات لإطلاع المرشدين عليهم رغم علمهم الجيد بها، وفي المراحل القادمة سنجري تدريبا عمليا لدراسة 25 محطة، وستوفر النقابة رحلات عملية للاطلاع على المحطات ونتابع التطورات يوميًا، ونقدم الدعم الذي يحتاجه المرشد السياحي في حدود الإمكانات المتاحة، وتقوم النقابة بتوفير أساتذة للقيام بهذه الدورات في النقابات الفرعية في الأقصر وأسوان والغردقة، والنقابة لها 5 فروع تقوم بتوفير مدرسين متخصصين في الدراسة القبطية لأنه يوجد تفاصيل عن رحلة العائلة المقدسة لا يعلمها سوى المتخصصين في الدراسات القبطية مثل المعجزات وغيرها من التفاصيل المعمارية والهندسية، الخطوة ستكون فاتحة خير على السياحة بشكل عام والدينية بشكل خاصة، كنقابة نقدم دورات بشكل منتظم قد يكون أسبوعيا. كل أربعاء نقيم ملتقى الأربعاء ويتم بين المرشدين أصحاب الخبرة وحديثي التخرج. ويوجد الأسبوع الثقافي وغيرها من الفاعليات. نجتهد في كل المجالات حسب الإمكانيات.


*كيف تستغل وزارة السياحة الخطوة للبناء عليها وتنشيط السياحة الدينية بشكل عام وخاصة أن مصر تملك منها الكثير في عموم المحافظات؟
الرحلة ستكون قاطرة للسياحة الدينية، المسيحيون في العالم سيكون لديهم رغبة كبيرة في مشاهدة الأماكن التي مر بها عيسى النجار وعيسى عليه السلام ومريم العذراء، وبالتالي ينبغي أن تستغل الوزارة ذلك لتحويل مصر إلى مزار ديني لكل مسيحيي العالم.


*وما المطلوب من وزارة السياحة والحكومة لتحقيق دخل كبير من السياحة الدينية؟
إعداد البيت من الداخل، بداية لا بد أن تكون كافة الأماكن التي يرتادها السائح ممهدة، بما في ذلك كافتريات خاصة، حمامات، الطرق المؤدية لكافة الأماكن السياحية يجب أن تكون ممهدة على درجة عالية. إعادة تدريب وتأهيل ورفع كفاءة كافة العاملين في قطاع السياحة وفي الفنادق والشركات السياحية وحتى المرشدين الجدد لا بد أن يجتازوا برنامجًا تدريبيًا ترعاه وزارة السياحة لخلق كوادر مدربة ومؤهلة تتعامل بمنطلق سياحي بحت وخاصة بعد توقف السياحة سبعة أعوام وهجرة كثير من العاملين لأعمال أخرى، واستبدالهم بآخرين مستوى الخبرة لديهم ضعيف أو متوسط وبالتالي يجب إلقاء نظرة عليهم ورفع كفاءتهم.


*كيف ترى مباركة بابا الفاتيكان لإطلاق مسار رحلة العائلة المقدسة، ودعوته للجميع لزيارة مصر؟
بابا الفاتيكان وضع مصر داخل "الكتالوج" الخاص بالأماكن المقدسة للحجيج. البابا لديه كتاب أو أجندة فيها الأماكن المسموح بها ووضع مصر ضمن هذه المنظومة كأحد أهم المقاصد السياحة لحج المسيحيين حول العالم، وهى فرصة عظيمة لازدهار السياحة في مصر. مصر كانت حاضنة لسيدنا موسى وعيسى ويوسف وعاش فيها إبراهيم وزوجته السيدة هاجر المصرية لذا هي مكان مقدس وقبلة لكل العالم. ونتمنى أن نكون على قدر هذه المسئولية.


*هل البنية التحتية من الناحية السياحية كوجود فنادق وإقامة استراحات لخدمة الزوار جاهزة في الوقت الراهن لاستقبال الزائرين؟
البنية التحيتة الآن تستوعب الزائرين، يوجد الكثير من الفنادق، لكن مع زيادة العدد أكيد سيكون هناك تدخل من المستثمرين وقطاع الفنادق. لا يوجد تخوف من الفنادق لكن الشوارع والطرق تحتاج نظرة جادة حتى يشعر السائح بالمتعة حينما يزور الأماكن السياحية في مصر.


*ما التحديات التي تواجه قطاع السياحة؟
من كبرى التحديات التي تواجه القطاع نقص الطيران القادم إلى مصر، يوجد مشكلة في أسواق كثيرة نتيجة عدم وجود طيران إلى مصر. لو تحدثنا عن الأسواق العربية سنجد سوقا مثل الجزائر وشمال أفريقيا لأن الطيران به غير متوفر، وكذلك السوق الماليزي، الإندونيسي، التايلاندي، والآسيوي بشكل عام، وأيضًا سوق أمريكا اللاتينية، وهذا عقبة أمام السياحة. لو توفرت وسيلة انتقال يمكن أن نتجاوز الـ 20 مليون سائح في 2018، السبب في عدم وجود خطوط الطيران هو تخوف لدى مصر للطيران من أن تهيئ خط سير معين أو رحلة معينة من دولة إلى مصر وتجد أن أعداد السائحين قليل بحيث تعود الطائرة بها مقاعد كثيرة فارغة، وخاصة أن المسألة تحتاج تكاليف باهظة جدًا، وإذا كلفت الدولة في هذا السياق ولم تجد العائد المطلوب سيؤدي ذلك لخسائر هائلة في هذا القطاع الهام. وحل المشكلة يكمن في وضع خطة كاملة، وعمل دراسة بين شركات وزارة السياحة العاملة ووزارة الطيران لمعرفة ما يحتاجه السوق ويقدم كل منهما الضمانات للآخر وهذا يخضع لاتفاقات بين الطرفين لضمان عدم خسارة أي من الأطراف.


 المشكلة الثانية التي تواجه قطاع السياحة هي عدم نظافة بعض الأماكن السياحية ووجود القمامة في الشوارع الرئيسية وكذلك وجود بعض الطرق غير الآدمية مثل طريق الدائري على ترعة المنصورية حتى مدخل أبو الهول، هذا الطريق لا يليق بقرية صغيرة نائية، وهذا يسئ لمصر ويبعث برسائل سلبية عن البلاد، تحدثنا عن ذلك عشرات المرات، مكتب المحافظ قال سينهي المسألة وحتى اللحظة لم ينته. لو وضعت خطة للعمل في هذا الطريق لن يتجاوز العمل فيها ثلاثة أيام لكن لا نعرف ما هو سبب التعطيل. ويجب العمل بشكل جيد خلال الفترة القادمة، فيما يتعلق بالبنية التحتية، الحمامات، أماكن الاستراحة، نقدر أن نقول إنها عقبات سهل تجاوزها، وينبغى الاهتمام بها خلال الفترة القادمة.


*برأيك كيف يتم إنعاش السياحة الداخلية؟
السياحة الداخلية مظلومة جدًا. أولًا السياحة الداخلية في العالم كله سياحة موسمية، موسم نصف العام وإجازة الصيف. يجب إعداد خاص ومسبق يشمل وضع أسعار خاصة للمصريين وبرامج طيران ووسائل مواصلات بأسعار جيدة لكي نشجع المواطنين على السياحة الداخلية. وحتى يكون لدينا سياحة داخلية جادة لا بد من رفع الوعي السياحي من خلال الإعلام والمدارس والجامعات ومن خلال التذكير بأهمية السياحة المواطن، والتعريف بالشواطئ والفنادق وبالتالي المواطن نفسه سيكون أداة للدعاية لمصر السياحية.


*هل الأحداث الإرهابية التي وقعت في مصر مؤخرًا ما زالت تؤثر على حركة السياحة أم تلاشت؟
الحمد لله بكل وضوح في غضون الأشهر الأخيرة من أواخر 2016 حتى بداية 2017 جنيها، بدأت السياحة تنتعش إلى حد معقول ليس كبيرًا بالطبع لكن بمستوى جيد، ومن بداية سبتمبر وأكتوبر الحالي حدث تحسن إلى حد ما جميل، وذلك ينذر أن 2018 ستكون معدلات السياحة فيها متقاربة لما كانت عليه قبل 2011.


*ما الدور الذي تلعبه مشاركة مصر في معارض السياحة الدولية؟
يوجد نوعان من المعارض منها مفتوح للزوار العاديين وحينما تشارك مصر فيه يكون دورها تقديم الشركات والبرامج والأسعار المختلفة، ويوجد معارض خاصة برجال الأعمال وأصحاب الشركات فقط حينما نشارك فيها يكون بها لقاءات شركات مع شركات ويتم الاتفاق على تعاقدات، وتعد المعارض أحد أساليب التسويق السياحي والدعاية المعتمدة في العالم كله. كان في الماضي يشارك المرشدون السياحيون في المعارض لكن في الآونة الأخيرة بكل أسف وقف الوزير الحالي هذا الموضوع رغم أن هذا حق للمرشد السياحي.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
الجريدة الرسمية