رئيس التحرير
عصام كامل

محمود حافظ يكتب: دعوة إلى التفاؤل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كل شىء في هذه الحياة يستحق التأمل، كل حدث  يدور حولنا له ما يجُمله؛ فأجمل الإحساس أصدقه؛ وأجمل الكلام هو الذي يخرج من القلب ليصل إلى القلب، وأجمل ابتسامة هي التي تخرج دون مجاملة أو تكلُف، وأجمل أوقات السعادة تكمُن في بساطة الأشياء، وأجمل اللحظات هي التي لم تلتقطها عدسة هواتفنا النقالة.


ما أجمل البدايات إذا كانت تحمل لنا دائمًا أخبارًا سارة ؛ وتترك بداخلنا ذكريات جميلة، تمر الأيام ؛ وحين نغمض أعيننا نستعيدها بداخلنا، نستنشق عبق الماضى الجميل ؛نتنهد شوقًا، إما حبًا لما عشناه؛ أو ندمًا على ما أضعناه أو فقدناه.

الكثير من الناس يعتقدون أن الفشل نهاية؛ مهلًا..ألم تقرأ عن التضاد؟! الضحك والبكاء..الفرح والحزن..النور والظلام..العلم والجهل.. النجاح والفشل، لو لم يفشل أغلب عباقرة التاريخ ما أصبح للتجارب وجود.. ولكان التوفيق حليف أول محاولة؛ لو لم تجرب الفشل ما عرفت أبدًا طريق النجاح.

لا تُحمل الأمور أكثر مما ينبغى؛ فأحيانًا كثيرة تكون حلول الكثير من المشكلات ؛ سهلة وبسيطة وأمام عينيك؛ فلا تتعجل في اتخاذ قرار؛ فالتسرع قد يصعب الأمور..اهدأ.. فنصف حل المشكلات؛ يكمن في التمهُل والتعقل، فمهما كانت المسافة التي قطعتها في الطريق الخطأ، فما زالت الفرصة قائمة أمامك لكى تستدير؛ لا تضيع الوقت في الندم؛ ارجع وغير مسارك؛ فكل شىء في الحياة ممكن.

ما كان أحد يتوقع أبدًا؛ أن يطير يومًا مُحلقًا في الفضاء؛ أو أن يصعد الإنسان إلى القمر؛ أو بضغطة زر واحدة وانت في فراشك يصبح العالم كله بين يديك عبر الإنترنت؛ إنه عصر التيرا بايت، ما تعتقده بداخلك وتفكر فيه باستمرار؛ هو ما ستجده بعد ذلك، انتبه فأنت من تجذب إليك كل شىء؛ ”كن على يقين أنك لو آمنت أن هناك مستحيلا لن تصل أبدًا إلى المُمكن“.

مهما مرت عليك مِحن وشدائد؛ لن تبلغ يومًا مِحنة مثل محنة السيدة مريم، فهذه المحنة من أشد المِحن؛ التي من الممكن أن يتعرض لها إنسان؛ فتاة تصاب في أعز ما تملك؛ بكر تحمل دون أن يلمسها بشر؛ ثم تمر مرحلة الحمل بكل همومها، وبعد شدة الكرب يأتى الفرج ؛ الجنين الذي حَملت همه؛ يصبح من أعظم الأنبياء والرُسل!..، بهزة بسيطة يتساقط عليها الرطب الجنى رزقًا من عند الله ؛ وتقر عينها ولا تحزن، لا تستسلم للمِحن والشدائد؛ فربك كريم وأى أمر عليه هين؛ فقط ثق بالله وتوكل عليه.

الحياة وحدها هي القادرة على أن تٌخرج أفضل ما بداخلنا؛ وحدها كفيلة أن تٌعلمنا وتكشف لنا ما الخطأ وما الصواب؟.. ؛ لو أنفقتم جميع ما تملكون في سبيل أن تتعلموا درسًا واحدًا من دروسها في أرقى الجامعات العالمية لن تجدوا أفضل من الحياة مُعلمًاً فذًا قديرًا؛ ورغم قسوة الدروس وشدتها فإنكم ستعلمون بعد حين أن “دروس الحياة في الواقع كالدواء طعمه مُر لكن لابد منه لكى نحيا”.
الجريدة الرسمية