رئيس التحرير
عصام كامل

ليست بديلًا عن المشروع القومي!


لم تكن للصحافة أو الميديا أن تغيب عن هذه اللحظة التاريخية بوصولنا إلى المونديال، بعد فوزنا على الكونغو في مبارة شرسة.. لاكتشاف الروح الجماعية للمصريين، فسارعت إلى تسجيلها وتوثيقها صوتًا وصورة، لتظل ماثلة في الذاكرة الوطنية لاستعادتها كلما حانت لحظة التوحد والصدق مع النفس في الملمات والشدائد الكبرى.


ومهما يكن حجم النجاح والإنجاز الذي تحقق في كرة القدم ذات الشعبية الجارفة عالميًا، فلا يمكن لها أن تحل بديلًا للمشروع القومي الذي لا يزال حلمًا ينادي البعض بإقامته؛ جمعا لشمل مشاعرنا الوطنية حوله، وتوحيدًا لجهودنا، وانطلاقًا نحو النهضة؛ فتحقيق النصر على دول أخرى منافسة في مباريات الكرة وغيرها من الرياضات الجماعية والفردية، لا يصلح مقياسا أو مؤشرًا لكيفية صناعة الروح المعنوية العالية للشعب، أو مقومات النجاح اللازمة لمشروعنا القومي المنشود، رغم ما تكشف عنه مبدئيًا من روح عالية صادقة للانتماء الذي تكنه صدور المصريين لوطنهم، واستعدادهم لتحمل المسئولية الوطنية في أي مشروع قومي، وبذل أقصى الجهود لنجاحه.. وتلك ولا شك عناصر معنوية لا يستغنى عنها أي مشروع قومي، يراد له أن تلتف حوله الجماهير وتبذل في سبيله الغالي والرخيص.

الفوز في كرة القدم يمنح الجماهير ثقة كبيرةَ في إمكانية النجاح في تحديات أكبر وأكثر أهمية، كما أن التغلب على الخصم داخل المستطيل الأخضر يمنحنا الأمل في سحق الخصوم في ميادين أخرى أشد خطورة.. الأمر الذي يجعلنا ننادي بضرورة التشبث بهذه اللحظة وعدم إفلاتها من أيدينا، قبل أن تنقلنا إلى مربع جديد للنجاح، نشحن به نفوسنا بالطاقة اللازمة لعبور أي عقبات في طريق البقاء والبناء.. علينا أن نتشبث بعودة الروح التي رُدَّت إلينا من جديد، بعد أن تصور بعضنا أنها بعيدة عنا أو أننا بعيدون عنها.
الجريدة الرسمية