رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وظننت أنني غرقت

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

هل تركت الحياة من قبل؟!

وهل أفقت من موتك هذا!
تشعر بأن جزءا من حياتك قد فُقد، متي، كيف، وأين!
لا تدري، كل ما تعلمه أن هناك جزءا مفقودا منك، ولربما طريق مغلق لا تعلم متى يُفتح بابه الموصد.

هل وصلت من قبل لحافة الهاوية، أكنت على شفا حفرة من الهلاك؟!
أتعلم الجحيم، هل زرته من قبل؟!
أم أنك فقدت عزيزا، ولعل حبيبا خانك وهجر، أم أن الماضي يطاردك؟!

جميعها موتات صغرى يا صديقي؛ عقب كل موقف منها يُحفر في النفس ثغرات فما تلبث أن تكون أنفاقا ومعابر، تتقاذفك ذكرى وأخرى لتسكن حينا جراحةا، وحينا تؤلمك شظايا قديمة، لا يهم أكانت قديمة أو منذ البارحة، تبقي الجراح جراحا ولن تُزهر لتخرج ريحانا وزهورا معطرة، لكنها لن تنزف للأبد يا صديق.

وحسبك بترك الذكرى لتمحوها الأيام وتتوارى بالزمن، لا تعتمد كثيرا على الدهر ووقته، غدا أو بعد غد، سيؤول كل شيء لدائرة التناسي، فالنسيان، وربما إكرام الذكرى نسيانها.

وأين عساك تكون؟!
أنا هنا تماما، عالق في الطريق، في المنتصف المميت، حيث لابأس بالوجود، وإن كان لابد منه، فلا أنا بالناجي، لكنني لن أكون الغريق، لست فرصة ثانية، ومحال أن أكون خطة احتياطية، وسحقا لمن يعتبرني بديلا ملائما.

جميعنا موتى، باختلاف المسميات والموتات والأزمات، فما الحياة سوى موتة صغرى؛ وذاك الجزء المفقود منك إنما هو وهم قد لازمك سنين طوال بأن شيئا ينقصك، حقيقة الأمر النقصان سبيلنا للتعايش والتناحر للصفح والتصافي.

لسنا ملائكة، ولم نخلق لتلك المهمة الصعبة.
لسنا أبالسة؛ إنما نحن بشر، وإن شئت قل أفضل السيئين.

نخطىء ونخطىء لا لشيء سوى أننا سنصيب يوما، خُلقنا من وهن وضعف لنصمد، لا لنستعرض كم نحن ضعفاء وقوانا تخور!

لا يهم كم موتة تمر بها، ولن يبالي أحد بصعاب حياتك، فقط كيف تفيق من موتتك لتحيا من جديد.

الحياة؛ موت فنجاة؛ تتخللها بعض الفرص مشوبة بسراب مضلل ومآس مؤلمة.

هي الحياة، فاعقلها وتوكل يا صديق.
Advertisements
الجريدة الرسمية