رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

واكتشفنا أنفسنا من جديد!


مباراتنا مع الكونغو التي أوصلتنا إلى المونديال كانت فرصة عظيمة لاكتشاف أنفسنا من جديد، وتأكيد حقائق عدة ينبغي الالتفات إليها؛ أهمها أنه رغم ظروفنا الصعبة وما يحيط بنا من مشكلات وأزمات ومؤامرات وإرهاب فلا نزال قادرين على التوحد على قلب رجل واحد، متجاوزين خلافاتنا السياسية واختلافاتنا الفكرية، وواقعنا المعقد مثلما حدث ليلة المباراة الأخيرة التي اتجهت إليها أنظارنا جميعًا- شعبًا وحكومة ومعارضة رجالًا ونساءً، أغنياء وفقراء- نردد في نفس واحد صيحة واحدة: "مصر.. مصر"..


ننشد غاية واحدة هي صعود المنتخب الوطني للمونديال.. لقد خاب رهان من توهموا أن ما يعانيه شبابنا وما يقاسيه مواطنونا من أحوال اقتصادية صعبة قد باعد بينهم وبين الولاء للوطن والتضحية من أجله.. وأن اللامبالاة و"الأنامالية" والعزوف عن الشأن العام قد صارت مرضًا متوطنًا بيننا، وأن جرثومة الطناش قد تحورت في جيناتنا، فلم نعد نهتم بما يجري لنا أو يحاك ضد بلدنا، بعد أن فقدنا "الوحدة الشعورية" أو المشاركة الوجدانية، وتفرقت بنا السبل في دروب السلبية، وفقدان الشهية نحو العمل العام.. فإذا بمباراة الصعود للمونديال تعيدنا إلى جادة الصواب لنكتشف أنفسنا من جديد في لحظة تاريخية توهمنا أنها تلاشت أو ماتت تحت أنقاض المعاناة اليومية.
Advertisements
الجريدة الرسمية