رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «سريحة الإسكندرية» على باب الله «تقرير»

فيتو

«يلا بينا على باب الله يا صـنايعية.. يجعل صباحك صباح الخير يا اسطى عطيـة، طلـع النهار فتاح يا عليم، والجيـب ما فيهش ولا مليــم» بهذه الكلمات تغنى الفنان الشعبي سيد درويش للعمال والصنايعية؛ ليبرز بأغنيته معاناة الفقراء من الصنايعية والعمال والباحثين عن الرزق، وسط طاحونة الحياة اليومية؛ من أجل البحث عن حياة لهم.


«على باب الله راضيين بكل حال» بهذه الكلمات نطق الكثير من السريحة؛ ليروون معاناتهم اليومية مع الحياة، التي تشكل صعوبات عليهم في العيش وتربية أولادهم، وفي قلوبهم يقين بأن «رزقهم على الرزاق» فلا يعلمون علم اليقين حجم مكسبهم في آخر اليوم، ولا يدركون إن كانت بضائعهم ستُباع، وأن يحنو القدر عليهم وعلى أجسادهم التي وهنت من التعب بحفنة من الجنيهات، تكفي قوت يومهم هم وذويهم، يهيمون في الشوارع يمينًا ويسارًا لساعات وساعات، بحثًا عن مأوى لعرض بضاعتهم، حتى وإن تورمت أقدامهم من السير على أسفلت الطرق والشوارع، يواجهون يوميًا وعلى مدار السنة تقلبات الطقس.. فيتحملون غضب الشتاء وأمطاره وأصوات سمائه التي تبث في النفوس رعبًا.. وفي الصيف يواجهون في جلد الشمس التي تلقى بشرر أشعتها الحارقة.

من جانبه قالت سماح محمد، بائعة الفطائر، التجأت إلى العمل بالشارع منذ ٤ سنوات، بعد طردي من أسرة زوجي، أنا وأبنائي؛ بسبب خلافاتهم معي الكثيرة، وحتى أقوم بالإنفاق أنا وزوجي على أولادنا، ولم نجد لنا مأوى غير حجرة صغيرة نعيش بها، وأقوم يوميا منذ الصباح لتحضير الفطائر، وأسافر من محافظة الشرقية إلى الإسكندرية؛ لاعتمادي على بعض الزبائن الذين يعشقون تناول الفطائر والعسل والجبن، إلا أننى أجد معاناة كبيرة في تعليم أبنائي، ومطالبات العام الدراسي في المدارس، إلا أنه ليس لنا بديل غير هذا العمل؛ لمساعدة زوجي في تربية الأبناء.

وأضافت سماح، تقدمت للكثير من الأعمال بدل من الجلوس على الأرصفة، وتعرضي لمضايقات كثيرة من حملات الإزالة من البلدية، وأخذ بضاعتي أكثر من مرة وإجباري على دفع غرامات إشغال الطريق، وأيضا البلطجية وفرض الإتاوات لوجودي في المكان لبيع الفطائر، إلا أن مطالبنا قليلة في الحياة، أن نجد مأوى لأبنائي وتعليمهم وحمايتي من خطر الشارع والتسول به، وإيجاد أي فرص عمل لنا.

وأكدت عطيات حسن بائعة المناديل، أعمل في الشارع وعلى الرصيف بجوار المحكمة منذ عام؛ للإنفاق على نجلي الصغير، وإصابتي في الساقين، بسبب إصابتي بالشلل التام وعدم قدرتي على التحرك لمساعدة زوجي في العمل؛ لأن المصروفات كثيرة ومعاناتنا اليومية تجدد أمامنا، ولم نملك أي شيء بديل لحمايتنا، بل إن البعض من المارة والمواطنين يعطفون علينا بإعطائي المال أو ملابس قديمة لنجلي؛ حفاظا عليه من البرد.

وأشارت عطيات، أننا لم نطلب الكثير من المسئولين بالدولة لينجدونا من ظروف الحياة العصيبة، والتي لم نستطع تحملها في توفير مساكن لنا بدلا من الجلوس في الشارع أنا وزوجي، ولم نجد مأوى لنا، وتعرضنا لمخاطر كبيرة من البلطجية وحملات البلدية.

وتابع عم أحمد شعبان بائع الأسماك، كثيرا ما نصرخ في وجه حملات الإزالة التي تقوم بها البلدية، التي تحاصرنا يوميا، ويأخذون البضائع ويعملون على تكسيرها، ولا يعطونا الحق في البيع، والبحث عن لقمة الرزق بالحلال، وأضاف قائلا: «مش عاوزين ملايين من حد بنطلب نعيش زي الناس بدلا من النوم على الرصيف بالساعات، وسط البرد وسوء الطقس، وحمايتنا، وأقوم بشراء الأسماك كل يومين من التجار؛ لأقوم ببيعه بالرغم من رفعهم للأسعار، ولا يقدرون الظروف التي تحيط بنا، وأطالب الرئيس السيسي بالاهتمام بالفقراء ومحدودي الدخل، وتوفير الحكومة الحالية فرص عمل وحياة كريمة لهم».
الجريدة الرسمية