رئيس التحرير
عصام كامل

«خطية المرحلة».. الكنيسة في مواجهة أمراض «المراهقة»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

التمرد على كل جامد، هي إحدى علامات فترة المراهقة، التي يعاند فيها الشباب كل التقاليد، ويعتبرها لا تتماشى مع تطورات المرحلة، الكنيسة تعاني أيضا من تمرد الشباب المراهق، الذي يصل به الحال إلى هجرة الكنيسة بدعوى إصابتها بالجمود.


تداركت الكنيسة ذلك مبكرا، لذلك كانت أسقفية الشباب، برئاسة الأنبا موسى أسقف عام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للشباب، حاضرة، وواجهت ذلك من خلال مؤتمرات وورش عمل، ومسابقات لاستغلال طاقة أبناء تلك المرحلة.

إحدى مدارس مصر الجديدة، ابتكرت فكرة جديدة لجذب الشباب العازف عن دخول الكنيسة، بدعوى «الملل»، من خلال إقامة اجتماع للشباب، على طريقة «المقهى»، من حيث الشكل وليس المضمون، وأسهم ذلك في عدول الكثيرين عن فكرة هجرة الكنيسة، وازداد أعداد الحضور يوما بعد الآخر.

الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا اعتبر أن «العادات الشبابية»، تسمى هكذا ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، واصفا إياها بـ«ﺧﻄﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ».

وﺩﻋا إلى عدم اﻠﻘﻠﻖ ﺗﺠﺎﻫ تمرد الشباب، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻣﺎ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﻳﻨﻀﺞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﻟﻪ ﺻﺪﺍﻗﺎﺕ ﻣﺘﺴﻌﺔ ﻭﺍﻋﻴﺔ، ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﻗﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ، ﺇلا ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﻭﺗﺄﺧﺬ ﺷكلا ﻣﺮﺿﻴﺎ، ﺑﻞ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ.

وأوضح أن تمرد الشباب أو خيئة «العادات الشبابية» ناتجة ﻋﻦ ﻛﺒﺖ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺟﺎﺀ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺇﺛﺎﺭﺓ، ﻓﺎﻟﺤﻮﺍﺱ ﺗﺼﻄﺎﺩ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺎﺕ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻣﻦ يسعى ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ.

وتطرق أسقف المنيا إلى «العادة الشبابية»، التي تعد أبرز علامات المراهقة، التي تمنعه من الذهاب إلى الكنيسة في بعض الأحيان، قائلا «ﺣﻘﻴﻘي ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻴﺔ ﻻ ﺗﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺃﻭ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﻻ ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ، ﻛﻤﺎ ﻳﻬﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻀﻌﻒ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﻭﺗﻀﻌﻨﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻖ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺮﺩﻯﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻛﺘﻌﺒﻴﺮﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭإﻧﺠﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻻﺳﺮﺓ».

واقترح أسقف المنيا لموجهة هذه السلوكيات غير المقبولة، ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄة، وذلك لتفريغ الطاقة، والبعد عن ﺍﻻﻧﻄﻮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺪفع ﺇﻟﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻟﺬﺓ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻓﻰ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻻ ﺗﻨﺘﻬي.
الجريدة الرسمية