رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل أخطأ سليمان جودة؟


ظهور الكاتب الصحفي سليمان جودة في القنوات الداعمة لجماعة الإخوان.. صاحبه موجة من الرفض والاستنكار تخطت حدود زملاء من الجماعة الصحفية لتصل إلى قطاع من الرأي العام. حاول البعض استخدام مصطلح الوطنية والتلويح به كورقة ضغط ضد جودة.. وهذا مرفوض لأن معايير الوطنية تستخدم في سياقات أخرى غير هذا السياق، ونختلف أو نتفق على الظهور في قنوات الإخوان.. لكن هذا يجب ألا يجرنا إلى هذه المنطقة خاصة إذا كان الحديث عن سليمان جودة.


على المستوى الشخصى أرفض التحدث لهذه القنوات التي تسعى منذ سنوات لاستقطاب صحفيين ومفكرين مصريين لإضفاء الموضوعية على ما تناقشه من موضوعات، وطالما رفضت محاولات منها للمشاركة في قضايا تخص التعليم عندما كنت متحدثًا باسم وزارة التربية والتعليم، فالقضايا المصرية يجب أن تناقش داخل مصر لا في قطر أو تركيا أو لندن، هذا بالإضافة إلى أن المشاركة المصرية تأتي مبتورة، فإذا كنت تشارك من خلال الهاتف ستفاجأ بتعمد المقاطعة من المذيع وعادة ما يكون انحيازه للطرف الآخر، أيضًا هناك تعمد من فريق العمل ألا يسمع الضيف المصرى الموجود مسبقًا على الهاتف مقدمة المذيع المليئة بالانحياز لتوجهاته، وبالتالي يبدأ الضيف في الإجابة عن السؤال دون التعقيب على مقدمة المذيع، وتلك ألاعيب معروفة لمن يعملون في البرامج التليفزيونية..

أما إذا كنت ضيفًا في الاستوديو.. فأنت تواجه ضيفًا أو اثنين ضدك بالإضافة إلى مقدم البرنامج، لهذا كله أرفض مشاركة الزملاء أو غيرهم في الجزيرة والشرق ومكملين والحوار حتى لا أضفى مصداقية يفتقدونها في برامجهم، تلك هي قناعاتي وهذا هو رأيي وقد أكون مصيبًا أو مخطئًا.

لكن هناك وجهة النظر الأخرى التي ترى أن المشاركة في برامج هذه القنوات تنعكس إيجابًا على مصر؛ لأنها تصحح المعلومات المغلوطة التي يتعمدون الترويج لها، وعدم المشاركة تجعل المتابعين فريسة لهم خاصة أن لهذه القنوات جمهورًا قد يضعف أمام إلحاحهم الإعلامي، وتلك وجهة نظر لابد أن توضع في الاعتبار، إذن.. نحن أمام وجهتي نظر متباينتين، وإن اتفقتا على حب الوطن والدفاع عنه بالظهور في هذه القنوات أو بالمقاطعة، وهنا لابد من حسم القضية، والحسم لابد أن يكون من نقابة الصحفيين أو المجلس الأعلى للإعلام..

وأعتقد أن بيانًا من النقابة لأعضائها بعدم الظهور في هذه القنوات سوف يحسم الجدل، وعليها أن تستخدم أدواتها في ردع من يخالف قراراتها، أما أن تقف النقابة في صفوف المتفرجين وتترك أعضاءها لاجتهاداتهم الشخصية.. فهذا يزيد الفجوة بينهم ويجرجرنا إلى معارك جانبية ننشغل بها عن رسالتنا الحقيقية، وإذا كان سليمان جودة قد أخطأ بظهوره في هذه القنوات.. فالنقابة أيضًا أخطأت عندما تقاعست عن عدم إصدار بيان تلتف حوله الجماعة الصحفية، خاصة أن الحديث في هذه القضية مستمر منذ سنوات ولن يتوقف إلا بقرار حاسم.
basher_hassan@hotmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية