رئيس التحرير
عصام كامل

في انتظار مفاجأة السيسي!


لا يجتمع اثنان الآن، ويدور نقاش بينهما حول أحوالنا، خاصة الاقتصادية، إلا ويطرح خلال النقاش توقعًا بأن ثمة مفاجأة يديرها الرئيس السيسي لعموم المواطنين، خاصة أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة منهم، تتعلق باتخاذ إجراءات لتخفيف أعباء إجراءات الإصلاح الاقتصادي عليهم، والتي كانت صعبة ونالت من مستوى معيشتهم.


أصحاب هذا التوقع، وهم بالمناسبة في ازدياد، يستندون إلى أن الرئيس السيسي سوف يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولذلك هو يحتاج وهو يخاطب الناخبين إلى طمأنتهم على المستقبل، خاصة الأوضاع الاقتصادية، ولكى يتحقق ذلك يتعين أن يكون مقرونًا بإجراءات عملية واضحة، تخفف الأعباء على عموم المواطنين حاليًا، وفى المقابل هناك آخرون يَرَوْن أن الحكومة أنجزت قدرًا كبيرًا من الإصلاح الاقتصادي، وأنه حان الوقت لقطف ثمار هذا الإصلاح، ويستند هؤلاء إلى تصريحات عدد من المسئولين حول انتهاء الإجراءات الأصعب في عملية الإصلاح الاقتصادي..

بل إن هناك وعودًا حكومية بانخفاض معدل التضخم، الذي عانى منه أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة بشدة، ومازالوا يعانون حتى الآن، وحتى تتحقق آمال عموم المواطنين في انفراجة في الأحوال الاقتصادية، أو لكي يتمكن الرئيس السيسي من مفاجأتهم بمفاجأة سارة، لابد أن تستكمل الحكومة الإصلاح النقدي الذي يتولاه البنك المركزي، والإصلاح المالي الذي تنفذه وزارة المالية بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، بإصلاح اقتصادي أيضًا أكثر شمولا يستهدف زيادة الإنتاج، خاصة الصناعي والزراعي، مع انتهاج سياسة أكثر فاعلية لتحقيق العدالة الاجتماعية التي يتطلع لها الآن بلهفة الفقراء، وأيضًا أبناء الطبقة المتوسطة، وهذا يقتضي مواجهة حقيقية وجادة للفساد الإداري والبيروقراطي، وأيضًا الاحتكار الاقتصادي.. ألا قد بلغت.
الجريدة الرسمية