رئيس التحرير
عصام كامل

سامح شكري لـ«عمرو أديب»: أساليب قطر في اليونسكو غير مشروعة.. ألتمس العذر لصاحب الهتاف ضد الدوحة.. أمريكا تستفيد من المعونة.. والخارجية أولى الوزارات المنقولة للعاصمة الإدارية

فيتو

حل السفير سامح شكري، وزير الخارجية، ضيفًا على الإعلامي عمرو أديب، ببرنامج «كل يوم»، المذاع عبر فضائية «أون إي»، للحديث عن العديد من الملفات الشائكة المطروحة على الساحة الدولية، وعلى رأس طاولة الحوار كانت انتخابات اليونسكو ونجاح الدبلوماسية المصرية في حملة السفيرة مشيرة خطاب رغم فوز مرشحة فرنسا بالمنصب، وتطرق الحوار للعلاقات المصرية القطرية وشروط المصالحة مع الدوحة.


انتخابات اليونسكو
وقال وزير الخارجية: إن انتخابات اليونسكو كانت معركة كبيرة، ومصر خاضت المعركة عن ثقة في جدارة السفيرة مشيرة خطاب بالمنصب، اعتدادا بامتلاك مصر أكثر من ثلث آثار العالم، ولذلك كان لا بد أن يكون لنا مرشح في انتخابات منظمة تهتم بالآثار والتعليم والصحة حول العالم، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل لجنة قبل ترشيح مشيرة خطاب؛ لخوض انتخابات اليونسكو، وطرح العديد من الأسماء، وفي النهاية توفرت معايير اللجنة على مشيرة خطاب.

الجدارة باليونسكو
وقال الوزير: إن مصر جديرة بموقع اليونسكو وهذا لمسناه من كافة الدول العربية؛ فالمرشح العراقي له تاريخ ومكانة دولية، ولكنه تراجع لإدراكه أن مصر تستحق المنصب؛ كون ذلك يصب في مصلحة البلدين المشتركة، مؤكدًا أنه لم يتوقع هذا الأمر من قطر، وإصرارها على المنافسة كان في غير محله، فكان ينقصها المصداقية، وتناست نظرة العالم لها، وترشيحها كان محاولة اقتناص المنصب لإثبات الذات، ومصر ليست في حاجة باقتناص منصب لتثبت مكانتها في العالم.

أساليب غير مشروعة
وعن دعم مصر مرشح فرنسا قال شكري: جاء ذلك لأننا لم نستشعر أن قطر تعمل على مصلحة العالم العربي، بل تعمل على زعزعة أمن العالم العربي، وتعاون جماعات إرهابية ينفذون عملياتهم الغاشمة في الدول العربية، ما دفعنا إلى ألا ندعمها، كما أنهم دخلوا منافسة للتباهي، وليس لتمثيل العرب وإفادة الدول العربية، منوها بأنه تردد داخل أروقة اليونسكو أقاويل عن استقطاب قطر للمرشحين بأساليب غير مريحة؛ حيث استخدمت أساليب تخرج عن كل ما هو مألوف في تلك الانتخابات، وكان ذلك بمثابة تحفيز لمصر في الإصرار على الاستمرار في الانتخابات باليونسكو، مؤكدًا أن الحملة المصرية كانت تعمل بمنتهى النزاهة والجميع شهد بذلك.

الهتاف ضد قطر
واستكمل: إن حادثة الصياح داخل أروقة اليونسكو، والهتاف ضد قطر، جاءت من شخص لا ينتمي للدبلوماسية المصرية، ولا ينتمي للبعثة الممثلة لمصر، مؤكدًا أنه يلتمس العذر لهذا الرجل؛ لأن أساليب قطر كانت مستفزة للجميع، لافتا إلى تعاطف العالم مع المرشح الفرنسي ضد القطري أمر مؤلم، ولكنه نتيجة طبيعية لسياسات الدوحة، التي خرجت عن الأمن القومي العربي.

وأوضح شكري أن الشعب القطري يرتبط بالعرب بصلة جيدة، وله كل الترحاب والاهتمام، ولكن سياسات الحكومة القطرية تجعلنا نبغضها.

العرب المؤيدين لمصر
وقال وزير الخارجية: إن مصر أعلنت دعمها للمرشح الفرنسي في انتخابات اليونسكو، بناءً على العلاقات القوية التي تجمع مصر وفرنسا، مؤكدًا أن قطر لم تجعل لمصر فرصة في دعمهم باليونسكو؛ بسبب أفعالها البغيضة في كافة الدول العربية.

وأضاف: أن مصر تلقت دعمًا في تلك الانتخابات من دول صديقة ذات موقف ثابت، ولا يمكن أن نعلن عن تلك الدول، ولكن تلك الدول لها الحق في الإعلان عن نفسها، موضحًا أن عدد الدول العربية التي كانت مؤيدة لمصر في انتخابات اليونسكو قليل، ولكن يجب الإشارة إلى أن عدد الدول العربية في المجلس التنفيذي لليونسكو قليل أيضًا.

تدخل الأموال
وأشار وزير الخارجية، إلى أن صحيفة الليموند الفرنسية نشرت تقارير تكشف تدخل الأموال في انتخابات اليونسكو، والصحيفة ذاتها كشفت وجود "حقائب" داخل اليونسكو، ملمحا أن الثقافة القطرية منبثقة عن الثقافة العربية، ولكن عند الحديث عن اليونسكو فيجب أن نتحدث عن التأثير الذي فعله الكتاب مثلا على مدار التاريخ.

وأوضح الوزير أن مصر لديها كُتاب حصلوا على جائزة نوبل في الرواية، ومعروف على مستوى العالم أن مصر هي أم الحضارات، مشيرا إلى أن ترشيح مصر للسفيرة مشيرة خطاب كان قبل ترشيح فرنسا للمنصب؛ حيث إن ترشيح فرنسا كان قبل إغلاق باب الترشح بساعات.

وواصل: أن عددًا من الدول جهر بالإعلان عن عدم دعمه لقطر؛ لأنها تدعم الأفكار المتطرفة ومدى خطورة ذلك على المنظمة، وكان ذلك الأمر مسيطرا على النقاشات داخل أروقة اليونسكو.

رسالة للشعب القطري
ووجه وزير الخارجية، رسالة للشعب القطري قائلًا: إن الشعب القطري مقرب بالنسبة لمصر ولكافة الدول العربية، ويربطها بنا كافة المحبة والتقدير.

وأضاف «شكري»، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يتابع تطورات انتخابات اليونسكو بشكل مستمر، وكان يتطلع لمستجدات الأمور بشكل يومي، وكان مهتما للغاية بتلك المعركة، وأجرى العديد من الاتصالات لدعم السفيرة مشيرة خطاب، ولم يولِ أي اهتمام لوجود مرشح قطري أمام المرشحة المصرية.

ولفت إلى أنه شعر بالسعادة بعد نجاح مصر في إدارة الحملة الانتخابية للسفيرة مشيرة خطاب، مؤكدًا أنه تلقى رسائل تقدير من العديد من الشخصيات الكبرى داخل اليونسكو.

المصالحة القطرية
وعن المصالحة القطرية مع العرب، قال الوزير: إنها تتوقف على موافقة قطر على المبادئ المستقرة في الأدبيات الدولية على عدم دعم الإرهاب والتوقف عن المكابرة ضد المصلحة العربية، فالدول الأربعة لا تنتظر أي رد فعل من قطر، بل اتجهت إلى حماية أنفسها وأمنها القومي، مؤكدًا أن كافة الدول العربية تأمل أن تعود قطر إلى صوابها.

وأوضح أنه مستعد للجلوس مع وزير الخارجية القطري، بشرط تنفيذ قطر المطالب الـ13، وفي هذه الحالة ستجلس الدول الأربعة مع القيادة القطرية، فمطالب مصر تتلخص في عدم دعم الإرهاب، وتسليم قطر المتورطين في أعمال إرهابية، وكذلك توقف الأبواق القطرية عن تعزيمهم للعمليات الإرهابية والترويج لفكر الاستهداف والتفجيرات.

تسليم القرضاوي

وقال وزير الخارجية: إن يوسف القرضاوي ليس شيخًا، وتلك الأفكار التي يروج لها لا تأتي من شيخ، وكل أفعاله تحض على الخروج عن القانون، والعمل على التطاحن داخل المجتمع، وتسليم قطر للقرضاوي يتوقف على تغيير قطر لفكرها وسياستها، مؤكدًا أنه حال تسليم القرضاوي ومن على شاكلته يؤكد نية قطر للتصالح.

واستطرد وزير الخارجية، أن مطالب مصر من قطر ليست محلا للتفاوض، وحماية الشعب والأمن القومي الوطني ودم الشهداء ليس محلا للتفاوض؛ فمشاغل مصر والدول العربية غير قابلة للتجزئة.

المعونة الأمريكية
عن العلاقات المصرية الأمريكية قال وزير الخارجية: «إن طبيعة المساعدات الأمريكية منذ بدايتها ليست منحة أمريكية لمصر، ولكن أمريكا تعلم قيمة تلك المعونة، وتلك المساعدات تعود بالنفع على أمريكا بشكل أكبر من قيمتها؛ فالمساعدات العسكرية الأمريكية لمصر تأتي في دعم أمريكا لحفاظ الأمن في المنطقة كلها، وليست مصر فقط، وهذا الأمر بالطبع يهم أمريكا؛ نظرًا لمصالحها في المنطقة.

قناة الجزيرة
وتعرض "شكري" لخروقات قناة الجزيرة قائلا: «إن قناة الجزيرة في الكثير من الدوائر فقدت مصداقياتها، وتعمل بسياسات دولتها قطر، وفقدت ما أنشأته في بدايتها من قيم، حيث كانت تنقل الرأي والرأي الآخر، ناصحا أصحاب الفنادق والمحال التجارية، ألا يروجوا لتلك القنوات، ويعرضوا بثها في تلك الفنادق؛ فقناة الجزيرة تطمس أخبارا تكشف حقائق الأمور، وتروج لأخرى في صالح النظام القطري، إن وجدت.

العاصمة الإدارية الجديدة

وقال وزير الخارجية: إن وزارة الخارجية أولى الوزارات التي ستنتقل للعاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدًا أن المبنى الحالي للوزارة سيؤول للدولة لتنتفع به.

وفي سياق آخر أوضح «شكري»، أن العلاقات المصرية التركية مستمرة طالما أنه لا ضرر منها على الأمن القومي المصري، مؤكدًا أن هناك انخفاضا لوتيرة الهجوم على مصر من تركيا وهذا مؤشر جيد.

فرحة كأس العالم

وكشف وزير الخارجية: «نشأت على حب أم كلثوم وعلى صوتها وأغانيها ودائمًا أستمع لها، وأن الموسيقى الغربية أفضل الموسيقى الهادئة»، مضيفا أنه يتحمس لمتابعة مباريات منتخب مصر، وفوز مصر في المباراة الأخيرة والصعود لكأس العالم خلق حالة فرحة كان المصريون في أشد الاحتياج لها.
الجريدة الرسمية