رئيس التحرير
عصام كامل

حسام عبد الله يكتب: «عندما تتحجر الدموع في العيون»

فيتو

لا ينحصر الألم على سكب الدموع من العيون، فمن الألم ما هو أشد وأقوى، ذلك الألم الذي تتحجر له الدموع في العيون، الألم الذي لا تقوى على سكب الدموع له، أو الصراخ بالآهات.


تنحسر الدموع داخل العيون، وينفطر قلبك ألما وضيقا، ويرتجف جسدك لشدة ما تجده من أوجاع وآلام، ذلك الألم القاتل، الذي قد يصيبك بعظيم الضرر، وقد يؤثر على قواك العصبية والعقلية.

أنا لا أتحدث من منطلق علم النفس أو الأمراض العصبية، ولكني أتحدث عن تجارب واقعية، مر بها معظمنا، إن لم يكن جميعنا.

أتحدث عن صدمتك في أناس كنت تظنهم بخلاف الوجه الذي ظهروا به، أشخاص خاب فيهم أملك، كنت تظنهم السند والعون، فخذلوك وباعوك بالرخيص، هنا تقف أمامهم شامخا، وأنت يعتصرك الألم، تريد أن تنفجر في وجههم بالدموع والآهات، ولكن تتحجر الدموع في عينيك، وينفطر قلبك ألما.

أتحدث عن أوقات أضعتها مع أناس لإسعادهم؛ لأنك أحببتهم أكثر من نفسك، وبذلت لأجلهم الغالي والنفيس، وكنت تظنهم يستحقون الدقائق والساعات، وعندما دارت عليك الدوائر، وأصابك ما أصابك، تحولوا عنك، وأغلقوا في وجهك الأبواب.

هل العيب فينا أيها الزمان أو العيب فيك؟!!

تقف شاخصا متسائلا، ماذا فعلت ليحدث هذا لي؟ هل كنت مغمض العينين؟ هل كنت نائما؟ كيف لي ألا أبصر هؤلاء على حقيقتهم؟ الكثير والكثير من التساؤلات تراودنا، ولكن الإجابات غائبة، فتجد نفسك تائهة في بحر من الأفكار، تتخبط ذاتك بين الهجر والانعزال، أو بين الجدال والصدام.

رتب أوراقك من جديد، وانظر حولك لتتعرف على الصديق، واحذر أن تخسر ما تبقى لك من أوراق، جدد حياتك بنفسك، واحذف منها ما تريد ومن تريد، ثم راجع أسلوب حياتك، فربما أنت المخطئ، فأنت من أعطيتهم أكثر مما ينبغي، فليس السيد كالعبيد.
الجريدة الرسمية