رئيس التحرير
عصام كامل

لأول مرة.. «فتيات الأزهر» يمارسن الرياضة داخل أسوار الجامعة

فيتو

في الرابعة صباحا، استيقظت "أم سلوى" على صوت ابنتها الصغرى وهي تنادي وهي في قمة نشاطها، على غير العادة، قائلة "يلا يا ماما النهاردة ميعاد الاختبارات ولازم نوصل بدري"، استعدت الأم للسفر في رحلة طويلة استغرقت أربع ساعات، "جينا من تلا في المنوفية لعبود ومن عبود لرمسيس وركبنا مواصلتين علشان نيجي من المرج لهنا في الخانكة".



أعداد لا حصر لها من الفتيات والأمهات، توافدن على مبنى كلية "الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر" فرع مدينة الخانكة، منذ أن علمن أن جامعة الأزهر أنشئت أول كلية للتربية الرياضية لأول مرة في تاريخها.


يبدو الأمر أشبه بالمعجزة التي اجتازت عصر ما بعد المعجزات وسقطت فوق رؤوس طالبات الأزهر، فتقول أم هند، التي قطعت شوطًا من المواصلات من إحدى قرى السنبلاوين بالدقهلية، بصحبة ابنتها من أجل اجتياز كشف الهيئة والتدريبات البدنية: "إحنا مكناش مصدقين نفسنا لما مدرس العربي قالي طالما بنتك جابت 75% ممكن تدخلوها تربية رياضية، سألته إزاي وهي في أزهر قالي الأزهر بقى ليه كلية للتربية الرياضية"، مؤكدة أن عدم تحديد مجموع معين للتقديم، جعل العشرات ممن لم يحصلن على مجموع مرتفع للالتحاق بالكلية، تضيف أم هند: "أنا اللي مخوفني بس لو معدتش لسه هنحولها ورقها في مكان تاني، والترم عدى منه شهر".

الأهالي «عايزين مدينة جنب الكلية لبناتنا» 

يتخلل فرحة الأمهات ببناتهن اللاتي حققن حلما كان شبه مستحيل التحقيق فيما مضى، خوف وقلق من مستقبل مبهم يحيط الدراسة بالكلية، خاصة فيما يتعلق بالسكن، لأن معظم الطالبات مغتربات من محافظات بعيدة، فكيف يمكن لهن البقاء في مدينة الخانكة بدون وجود مدينة جامعية.

في هذا الشأن، تقول والدة إحدى المتقدمات لاجتياز اختبارات تربية رياضية الأزهر: "الفكرة جميلة وكلنا انتظرناها، لكن البنات هتقعد آخر اليوم، البنات دول يناموا فين، والسكن بره غالي، إحنا بنطلب من الدكتور عميد الكلية يقدم على طلب بناء مدينة جامعية لطالبات تربية رياضية جامعة الأزهر".


على مسافة بالسيارة قد تصل إلى ربع ساعة، يكتمل حلم فتيات الأزهر، ثلاثة رجال يقفون أمام بوابة نادي الخانكة الرياضي، أصوات ضحكات فتيات تصدر من الداخل، وأخريات تقفن على الباب لحين انتهاء إجراءات الدخول، تسأل فتاة أين تدريبات فتيات الأزهر، فتشير إلى ملعب فسيح ملحق ببهو للجري ولعب كرة القدم، وفي الطابق الأعلى يتراص آباء وأمهات يشاهدون بحذر ما تفعله بناتهن في هذه المساحة الخضراء الواسعة.


"أنا عرفت بالصدفة إن الجامعة فتحت تربية رياضية، كنت بسجل رغبات في السايبر، وظهرت لي فضلت أعمل ريفريش أكتر من مرة مش مصدقة عيني، لحد ما بنت عمي أكدتلي"، بابتسامة عريضة تتحدث "رنا" عن تقديمها في كلية التربية الرياضية، فهذه الرغبة التي راودتها منذ الصغر بأن تصبح ممارسة محترفة للرياضيات، وكان العائق الوحيد دراستها الأزهرية، أُذيب تماما: "من الصبح بنجري ونلعب قفز وكرة قدم وحاجات كتير أول مرة كنت اسمع عنها، تعبنا بس إحنا مبسوطين جدا ونفسنا ننجح كلنا".

من جانبه، قال الدكتور أشرف فتحي، عميد كلية التربية الرياضية للبنات بجامعة الأزهر، إنه تقدم للتحويل للكلية أكثر من 1500 طالبة من جميع كليات الجامعة للالتحاق بالكلية، مشيرًا إلى أن إدارة الجامعة تفاجأت بالإقبال الشديد من قبل الطالبات على التحويل للكلية، خاصة أنها السنة الأولى لها.

وأضاف "فتحي" في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أنه تم قبول ألف و50 طالبة فقط، وأن الكلية انتهت من تجهيز المبنى الخاص بالكلية وتم تجهيز قاعات المحاضرات حتى تكون جاهزة لاستقبال الطالبات، وأنه يجرى حاليًا تجهيز الأرض المخصصة لإقامة ملاعب التدريب عليها.
الجريدة الرسمية