صلاح قبضايا يكتب: زيارة إلى مدرسة ثانوية

في جريدة "الأحرار" أكتوبر 2002 كتب الدكتور صلاح قبضايا مقالا عن انحدار أحوال المدارس قال فيه:

خلال زيارة سريعة لمدينتي بورسعيد مررت بالمدرسة الثانوية التي احتوتنا خمس سنوات هي مدة المرحلة الثانوية بنظامها القديم.. تلك المدرسة التي جمعتنا مع أصدقاء لا يجود الزمان بأمثالهم.

فقد كان من زملاء الدراسة في مدرسة بورسعيد الثانوية مصطفى شردى وإبراهيم سعدة وجلال عارف وغيرهم ممن تزاملنا معهم بعد ذلك في أخبار اليوم.

دخلت مدرستي القديمة دون أن يسألني أحد عن هُويتي أو عن وجهتي.. لكني لم أجد ما كنت أبحث عنه، لقد تعرفت بصعوبة بالغة على الفصول التي كنا نتلقى فيها الدروس بعد أن حاصرتها فصول جديدة لم تكن هناك عندما كنا نحن هناك.

لم أجد الفناء الذي كنا نمارس فيه الرياضة البدنية بعد أن اختفى واختفت معه شبكة الكرة الطائرة "الفولي بول" وملعب كرة السلة ومن حوله تنتشر أجهزة العقلة وحصان وجميع ألعاب القوى وسائر الألعاب الرياضية التي كنا نمارسها داخل مدرستنا.
وكان من السذاجة أن أسأل عن حديقتنا لكن ذلك لم يمنعني من السؤال عن صالة الموسيقى ومعمل الكيمياء.

لم أسأل أحدا في غرفة التصوير الضوئي والمعمل الذي كنا نمارس داخله تحميض الأفلام وطبع الصور وكان نشاط جماعة التصوير يتضمن تعاونا مستمرا مع جماعة الصحافة التي يرأسها الصديق الراحل مصطفى شردى.

فقد شهدت هذه المجلة أول الأعمال الصحفية المصورة لعديد من زملائنا الطلاب ومنهم من تولى رئاسة تحرير صحف ومجلات قومية وحزبية، بل ومنهم من رأس مجلس إدارة أكبر مؤسسة صحفية في مصر.. وليتهم كانوا معي أثناء زيارتي التعسة لمدرستنا الثانوية حتى نقرأ معا الفاتحة.