رئيس التحرير
عصام كامل

صدمة اليونسكو 1


لماذا يصر الإعلام على أن نبدو وكأننا قد تلقينا خلال انتخابات اليونسكو صدمة كبيرة، بالحديث تارة عن الخيانة العربية والأفريقية التي تعرضت لها مصر فيها، والحديث تارة أخرى عن مؤامرة مدبرة حيكت لمصر خصيصا لإقصائها عن وصول مرشحيها لموقع مدير اليونسكو، رغم أننا أول من يعرف أن صدور قرارات من منظمات إقليمية، عربية أو أفريقية، ودولية لا يعني أنها قابلة للتنفيذ، وإلا كان الشعب الفلسطيني قد نال استقلاله منذ سنوات طويلة، كما نعرف أيضا أن الانتخابات، أي انتخابات، تكون حالفه بكل الألاعيب والحيل والمناورات، وأيضًا الضرب تحت الحزام، فضلا عن التحالفات التكتيكية، بل والرشاوى الانتخابية الحالية والمستقبلية، ألم يحدث ذلك مثلا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولعل ذلك ما حاول أن يقوله بكلمات دبلوماسية السفير العرابي المشرف على حملة مشيرة خطاب ليلة بدء ماراثون انتخابات اليونسكو.


لقد خضنا منافسة انتخابية، فيها إيجابيات عديدة، ربما كان أهمها موقف الصين وقبلها العراق تجاهنا، وهو موقف يتعين أن نعتز به ونعزز صداقتنا معهما، وأيضًا هذه المنافسة فيها سلبيات ربما كان أبرزها أننا استهلكنا الكثير من جهدنا في الترويج داخليا للسفيرة مشيرة خطاب، بدلا من بذل هذا الجهد خارجيا بين الدول التي سوف تصوت في انتخابات اليونسكو، أن هناك من يرى أننا لم نحسن اختيار مُرشحنا في هذه المناسبة، حيث لم نختار شخصية لها باع طويل في مجال الثقافة على غرار مافعل المنافسون، وقد يكون مع هؤلاء بعض الحق، ولكن يجب ألا ينسينا ذلك أن مرشحتنا بفضل الحملة التي خاضتها وزارة الخارجية حشدت لها في آخر تصويت ٢٨ صوتا، كما أننا حينما اخترنا وزير الثقافة قبل ثمانية أعوام مضت لم نسلم مما حفلت به انتخابات اليونسكو من مناورات وألاعيب وما هو أكثر من ذلك.

وبدلا مما يفعله الإعلام الآن علينا أن ندرس بهدوء تلك التجربة ونقيمها لنستخلص كل الإيجابيات والسلبيات أيضا لنتفادي دوليا وإقليميا تلك السلبيات، ولنستفيد من الإيجابيات.
الجريدة الرسمية