رئيس التحرير
عصام كامل

المدرس الساقط والتأديب الواجب!


لم ننتبه إلى فيديو مقرف يتداوله نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي إلا بعد أن تكرمت إحدى القارئات المحترمات بإرساله وقد كانت في حالة انهيار! السيدة الجليلة المذكورة لا تعرف المدرس بطل الفيديو، ولا تعرف زمانه وهل هو من العام الحالي أو العام الدراسي الماضي؟ ولا تعرف المدرسة التي تم فيها، ولا تعرف في أي محافظة أصلا.. كل ما هالها.. وهالنا.. وصدمها.. وصدمنا.. هو كم السقوط الذي في الفيديو، وما فيه من أقصى درجات الوقاحة والبجاحة على السواء!


القصة باختصار أن مدرسا للعلوم قرر أن يشرح مادة الكيمياء بإيحاءات جنسية فجة، وأن يشبه التفاعلات بتشبيهات خارجة ترتبط بالجنس وبطريقة مباشرة.. لم يراع آداب التدريس ولا الفرق في التشبيهات ولا وجود طلبة مراهقين في سن لا يليق معها الربط البذئ الذي جرى، ولم يقدر وجود طالبات نزل كلامه بكل تأكيد عليهن أو حتى أغلبهن كالصاعقة!

الفيديو المذكور تم تصويره من أحد الطلبة خلسة كما يبدو ومنه انتقل إلى شبكات التواصل الاجتماعي عند المساء انتقل إلى عدد من المواقع الصحفية- ومنهم فيتو- ونشره فيها يعد بلاغا إلى وزارة التربية والتعليم إلا أنه حتى المساء لم يعلق أحد من الوزارة على الموضوع، فالأمر فعلا يحتاج إلى جهد للتوصل إلى كل المعلومات عن الموضوع كله، ثم تحقيق شامل وقرارات حاسمة تضع الأمور في نصابها!

بقي القول إن سنوات الفوضى الشاملة وفي التعليم تحديدا التي شهدتها مصر في الثلاثين عاما الأخيرة لم تزل تفرز السيئ كل يوم، وما ظهور جيل التحرش الجماعي ومجموعات الغش الجماعي أيضا إلا نتاج مرحلة كاحلة السواد من تاريخ مصر، كانت جزءًا من المؤامرة على هذا الشعب بضرب قِيمه وتعليمه سنحتاج معها سنوات للتطهر منها والتخلص من آثارها.. وبما يستوجب الضرب بيد من حديد على مثل هذه الظواهر وتلك الخطايا وعلى أصحابها وبلا رحمة.. إذ إن أي رحمة أو تراخي سندفع جميعا وستدفع مصر ثمنه غاليا!

طهروا التعليم المصري من هؤلاء.. فلا أهم أمناء على أجيال جديدة بريئة تنتظر فرصتها في التعليم الحقيقي في عصر جديد ولا هم أمناء حتى على أنفسهم!
الجريدة الرسمية