رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

استثمروا هذا النصر!


جاءتنا فرصة عظيمة بوصولنا إلى نهائيات كأس العالم بروسيا العام المقبل يتعين على حكومتنا أن تستثمرها لتوحيدنا نحو هدف واحد هو بناء الوطن وتنميته وتمتين جبهته الداخلية وتحصينها ضد فيروس الفتنة والتطرف والإرهاب والفساد، وضد التضليل الذي تمارسه جماعة الإخوان الإرهابية في الداخل والخارج لزرع اليأس في نفوسنا وتكريس روح الهزيمة داخلنا بنشر الشائعات وادعاء أن الشعب يعيش حالة احتقان وإحباط وغياب الأمل في الغد وانعدام الرغبة في المشاركة الإيجابية، فإذا بنا نستعيدها في 90 دقيقة فقط على أحسن ما يكون، كاشفين زيف هذه الدعاوى المحبطة وتهافت أصحابها.


أثبت المصريون على اختلاف فئاتهم أنهم قادرون على لم الشمل، وتجاوز خلافاتهم على أرض الواقع.. ليؤكدوا أنهم جديرون بمصريتهم وأن بلدهم يستحق منهم بذل الجهد والعرق والحب وإنكار الذات لرفعته.. ينبغي أن نستبقي هذه اللحظة طويلًا حتى تواتينا لحظة أخرى أكثر توهجًا وأكثر تعبيرًا عن الوطنية المتقدة في صدور الملايين، وأن نحتفظ بهذه الحالة لأطول فترة ممكنة حتى تصبح حالة دائمة؛ فالنجاح ينتقل بالعدوى هو الآخر كما الإحباط والفشل.. فإذا ما صارت تلك الحالة عامة أمكننا بناء مشروعاتنا القومية الأكثر ديمومة والأقوى أثرًا في بناء الشخصية وصهرها وصياغة الوجدان الشعبي وصيانته، وشحذ الهمة الوطنية وإلهامها رشدها بنماذج وطنية قادرة على الإلهام والتأثير العام، مشروعات تلقى قبولًا وتوافقًا عامًا لا خلاف عليها ولا جدال فيها.

لقد اكتشفنا الآن كم نملك من مقومات النجاح والإنجاز، فثمة انتماء وطني قوي وشعور جارف بالولاء والتوحد ورغبة عارمة في رفع راية هذا الوطن، وقدرة هائلة على تحمل مسئوليته.. لقد عادت إلينا روح أكتوبر المتقدة في شهر الانتصارات.. ولعل دخول السفيرة مشيرة خطاب جولة الإعادة في انتخابات اليونسكو تلك المنظمة الأممية التي يبدو أن السياسة والمؤامرات تلعب دورًا رئيسيًا في اختيار رئيسها.. هذه المنافسة تؤكد أننا نستطيع النجاح ونملك مقوماته ودوافعه.. لكن يبقى أن نترجم هذه الروح إلى مشروع وطني استراتيجي جامع لصياغة العقل والوجدان والقيم والشخصية..

ليكن البرنامج القومي للتعليم العصري أو تحسين منظومة الصحة والتطبيق الفعلي لمشروع التأمين الصحي الشامل لكل مواطن وهو المشروع الذي يمكنه أن يضيف إلى شعبية الرئيس إذا ما تبناه ووفر له أسباب النجاح.. أو ليكن الاكتفاء الذاتي من الغذاء والسلع الرئيسية حتى نكف عن استيراد 80% من غذائنا وليتوقف الهدر الاقتصادي وإرهاق الموازنة العامة وميزانية المواطن في ظل جنون الدولار.. أو ليكن بناء قاعدة صناعية متينة أساسها التعليم المنتج والبحث العلمي المثمر المرتبط بسوق العمل ومراكز الإنتاج حتى نجد مشروعات صغيرة ومتوسطة في كل بيت بالقرى والمدن المصرية كافة.

البشر هم ثروة هذا البلد ومستقبله ورأسماله الحقيقي ولا سبيل إلى دولة متقدمة إلا بتنمية هؤلاء البشر قبل الحجر؛ فهذه أهم أشكال العدالة التي لا تقتصر على إعادة توزيع الموارد والثروات فحسب بل تتجاوزها إلى البحث عن صيغ جديدة لتوليد مزيد من الثروة وفرص العمل.. مبروك لمصر التأهل لكأس العالم.. وننتظر المنافسة الشريفة القوية وصناعة تاريخ جديد لمصر في تلك البطولة المهمة.
Advertisements
الجريدة الرسمية