رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد شوقي يكتب: حياتي أنا

فيتو

نشرت مجلة "الإثنين" في أكتوبر عام 1947 جزءا من مذكرات خطية كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي (ولد في أكتوبر 1868، ورحل في 14 أكتوبر 1932) وهو في الثلاثين من عمره قال في جزء منها:


سمعت أبي "رحمه الله" يرد أصلنا إلى الأكراد من العرب، وقد قدم إلى مصر يافعا يحمل وصاية من أحمد باشا الجزار إلى والي مصر محمد علي، ولأن جدي كان يتقن العربية والتركية أدخله محمد علي في معيته، ثم تعاقبت الأيام وهو يتقلد المناصب السامية إلى أن أقامه سعيد باشا أمينا للجمارك المصرية، وقد كون منها ثروة بددها أبي من بعده في سكرة الشباب.

أخذتني جدتي لأمي من المهد، وكانت موسرة فكفلتني لوالدي، وكانت تحنو علي، وحدثتني أنها دخلت بي على الخديو إسماعيل وأنا في الثالثة من عمري، وعندما رآني نثر بدرات الذهب على قدمي وقال لجدتي: آتي إليّ به متى شئت فإنى آخر من ينثر الذهب في مصر.

التحقت بمدرسة الحقوق فوجدت ممانعة من ناظرها لصغر سني فمكثت بها سنتين فقط التحقت بعدها بقسم الترجمة وتخرجت منها.
وفي السراي استؤذن لي من الخديو توفيق فلما مثلت أمامه وبين يديه، وكنت قد مدحته مرارا وأنا طالبا في المدرسة، وقال لي: قرأت يا شوقي في الجريدة الرسمية أنك حصلت على الشهادة النهائية وتنتظر مكانا خاليا في معيتي لألحقك بها، وسمعت أن والدك خرج من الخدمة وربما الحقته بمعيتي قبلك.

وبينما كنت في ميدان عابدين راكبا حمار والدي وإذا بي ألمح الخديو توفيق يقف في شرفة القصر، وأبلغني رئيس ديوانه بأن الخديو عيَّن والدي مفتشا في الخاصة الملكية، كما أبلغني أن تعييني شخصيا سيتم بعد شهر واحد.

أخذت يده وقبلتها واجما وقد غلب علي السرور حتى أنساني الشعر واستلمت الوظيفة بعد ذلك.
Advertisements
الجريدة الرسمية