رئيس التحرير
عصام كامل

فياض.. كبش فداء


إن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، الذي استقال من منصبه في 13 أبريل الجاري كان يمثل الربيع العربي قبل قيام ثورات الربيع العربي، كما أنه كان يمثل ربيعا عربيا يتوقع أن يفرز عن جيل جديد من زعماء عرب ينصب تركيزهم على تحقيق التنمية البشرية لشعوبهم وليس ثراء أسرهم أو عشائرهم أو حزبهم.


إن الأمر المحبط حقا أن هذا النوع من المسؤولين الذين يتميزون بالنزاهة والقيادة التي تركز على تنمية المؤسسات والذي يمثله فياض، لم يكن مدعوما بما فيه الكفاية من قادة فلسطينيين آخرين ولا الدول العربية ولا إسرائيل ولا الولايات المتحدة، فضلا عن أنها حقيقة لا تبشر بالخير بالنسبة للثورات في مصر وسوريا وتونس التي لا تحظى بمسؤول قيادي مثل فياض على رأس السلطة.

إن فياض كان مسؤولا سابقا في صندوق النقد الدولي، ثم جاء في المرتبة الأولى على الساحة السياسية عندما عين وزيرا للمالية بالسلطة الفلسطينية في عام 2002 بعد أن سئم المانحون من رؤية مساهمتهم تتحول إلى أيدي الفساد.

فمن جانبها، لم تكن حركة حماس مرحبة بفياض الذي كان يغار منه العديد من مسؤولي السلطة الفلسطينية، ولكنه تحصن بالنجاح الذي حققه حتى عام 2011.

أما الولايات المتحدة فقامت بوقف المساعدات ردا على مساعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الحصول على عضوية لبلاده في الأمم المتحدة، وهو الأمر الذي أسفر أيضا عن قيام إسرائيل بتعليق إيرادات الضرائب الفلسطينية ولكن لم يلق استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات أي ردود فعل عالمية.

وما دفع فياض لفرض إجراءات تقشفية هو خسارة مئات الملايين من الدولارات في المساعدات التي كانت تدفع عجلة إنتاج الاقتصاد الفلسطيني.

إن الرئيس عباس وبعض الحرس القديم من حركة فتح الذي لم يكونوا مؤيدين للفياضية استغلوا فياض ككبش فداء لأزمات الاقتصاد الفلسطيني وبشكل جزئي انتقاما منه لجهوده الرامية إلى تقييد المحسوبية والفساد.
* نقلاً عن نيويورك تايمز
الجريدة الرسمية